سامى اليوسف
خسر بايرن ميونخ بطل المواسم الأربعة السابقة أمام بوروسيا دورتموند بهدف نظيف في «كلاسيكير» البوندسليغا، وتراجع إلى المركز الثاني في جدول الترتيب للمرة الأولى منذ سبتمبر/ أيلول 2015؛ ليخرج متوسط دفاع «البافاري.. الباهت» ماتس هوميلز معترفًا في تصريحات إذاعية بأن ناديه لم يعد مهيمنًا على الكرة الألمانية، وتبدأ الوكالات العالمية في بث تقارير تقول فيها: «يبدو أن هيمنة بايرن ميونيخ في السنوات الأخيرة تتقوض حاليًا».
الهيبة في كرة القدم لا تُشترى، بل يصنعها الطموح، الروح، التحدي، ثقافة الفوز والإنجاز، المدرج العاشق، والنجم الذي يصنع الفارق في أصعب الظروف..
سألت نفسي بعد فوز «الزعيم» المستحق.. الباهي: هل هذه بداية استعادة الهيبة؟ وقرأت الإجابة بـ»نعم» بين سطور كلمات الخبير دياز؛ فقد ظهر واثقًا وهو يشرح كيف قيد الأهلي في ملعبه وبين جماهيره مرتكزًا على ثلاثة محاور رئيسة في صناعة الفوز الذي منحه الانفراد بالصدارة عن جدارة، وهي: الضغط على المحورين، احتواء السومة، وإقفال الأطراف، وهذه تعني أنه يعمل بتركيز وجودة؛ فهو قارئ جيد لخصمه، وقبلها أنه بدأ يعرف مكامن قوة فريقه، ويتضح ذلك من اختياره التشكيل، والتغييرات الناجحة.
دياز ظهر أكثر ثقة بعمله، وأدواته أكثر من غريمه غروس الذي اعترف بفشله في المؤتمر بعد المباراة، وبدا محبطًا من الحالتين الفنية والنفسية التي يعيشها فريقه؛ فالأمور اختلفت عن الموسم السابق بالجملة والتفصيل، ومن هنا أرى أن عودة «الأهلي البطل» صعبة، وتحتاج إلى تغيير جلد، واستقطابات مهمة في صناعة اللعب، والمنطقة الخلفية.
الرمز خط أحمر
تختم جارة القمر «الست فيروز» رائعتها «سألتك حبيبي» متسائلة: من مين خايفين؟
بعد المباراة حرصت على رصد تغريدات الزملاء إعلاميي الأهلي؛ لأقرأ ردة فعل الخسارة، وأعرف أسبابها من وجهة نظرهم، وفوجئت بأن البعض هرب بـ«رتويت»، وآخر يصب جام غضبه على لاعبين محددين، وثالث يعلق على استحياء.
بالنسبة لي، سبق أن امتدحت الأهلي في «حصاده البطولاتي» الموسم السابق، وأفردنا في «الجزيرة» العديد من الصفحات التي رصدت وتحدثت عن إنجاز «الراقي»، بل خصصنا صفحة كاملة، قرأت فيها بالتحليل حديث رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله مع القناة الناقلة في ليلة التتويج، وعددت الإيجابيات التي ميزت ذلك الحديث الفاخر، وذكرت منها سعيه لـ»المحافظة على مكتسبات المرحلة وتعزيزها».
لكن ذلك الكلام تبخر في الهواء؛ فالرمز لم يقرن أقواله بالأفعال تحديدًا في هذه المسألة «المحافظة على المكتسبات»؛ فالمدرب صانع الإنجاز رحل، وشريكه الإداري الخبير طارق كيال رحل، وحتى الرئيس «الطيب» رحل هو الآخر، واثنان من أعمدة الفريق تم الاستغناء عنهما، ولم يتم التعزيز، أو حتى توفير البديل المناسب أو الموازي للراحلين.
في رأيي، إن الرمز الذي أحترمه، وأثمن ثقافته ودعمه، وأنسب له الفضل بعد الله فيما وصل إليه الأهلي، هو من يتحمل المسؤولية كاملة؛ فالفريق عانى من رحيل «المكتسبات»، وعاش فراغًا إداريًّا في توقيت حرج، ولم تتوافر البدائل الناجعة.
أرجو من سموه أن يتقبل وجهة نظري، وهو الذي عُرف عنه الثقافة الرياضية الرفيعة، والقراءة الحكيمة للأحداث، وتقبُّل الرأي الآخر.
أخيرًا:
بعض الفرق الكروية تحتاج إلى تطبيق سياسة «جز العشب»: اقطع؛ لينمو العشب من جديد.