د.عبدالعزيز الجار الله
أصبحت المشروعات التي نفذتها الدولة في الدورة الاقتصادية السابقة والمشروعات التي تستكملها الآن، هي مكسب وطن عملت الوزارات على إنشائها مستفيدة من وفرة الأموال، والإرادة السياسية والتخطيطية على إنشاء مشروعات عملاقة، الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - في جولته الحالية على المنطقة الشرقية نوفمبر 2016م، دشن أضخم المشروعات لمدن جامعية للطلاب والطالبات في الظهران والأحساء، فقد تعاونت والتقت رغبة القيادة في تحويل الجامعات إلى مدن جامعية، تستوعب في المتوسط (60) ألف نسمة مع جميع المرافق، تغطي مناطق المملكة ومدنها الكبيرة وبعض المحافظات، وتجاوزت تعداد المدن (30) مدينة جامعية - تعاونت والتقت - ثلاث وزارات لإنجاز هذه المشروعات وهي : وزارة التعليم - وزارة التعليم العالي سابقاً - ووزارة المالية ووزارة البلديات. فوزارة التعليم هي صاحبة المشروعات والمخطط لها مع الجامعات ، ووزارة المالية الممول الذي وفر الأموال وأنهى إجراءات المقاولين المالية والإدارية، موّلتها حتى في ظروف الحرب اليمنية، ووزارة البلديات تعاونت في توفير المئات من الكيلومترات المربعة من الأراضي لصالح الجامعات لإقامة مدنها الجامعية، وسهلت الإجراءات وسرعتها للبدء في التنفيذ سنوات الدورة الاقتصادية التي مرت بها المملكة.
الملك سلمان بن عبد العزيز دشن هذه الأيام واحدة من أكبر مشروعات المدن الجامعية، هي المرحلة الثانية من تطوير المدينة الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تضمنت مباني أكاديمية ومباني للعمادات المساندة ومرافق عامة بلغت قيمتها (2.7 ) مليار ريال، حيث تم استكمال البنية التحتية للتوسعات الجديدة، وقد تم استلام مباني الكليات والعمادات ومجمع السنة التحضيرية، وبناء (390) فيلا ووحدة سكنية و(8) عمائر تتضمن (90) وحدة سكنية، مع استكمال بناء معظم المرافق العامة للسكان، التعليمية والترفيهية والاجتماعية، وانتهت من بناء المدينة السكنية للطلاب وهي (47) عمارة سكنية تستوعب (8) آلاف طالب مع جميع المرافق الخاصة بها.
أما مشروعات الأحساء الجامعية التي دشنها الملك سلمان - حفظه الله - في جولته نوفمبر 2016م، مشروع المدينة الجامعية بجامعة الملك فيصل بالأحساء على مساحة (4.5) مليون متر مربع، يستوعب (45.000) طالب وطالبة، يحتوي على (43) مبنى أكاديمياً و(21) مبنى خدمياً و(5) مبان إدارية ومساندة و (567) فيلا، و(564) شقة سكنية لأعضاء هيئة التدريس، و(11) وحدة سكنية للطلاب والطالبات ، ومستشفى تعليمي سعة (400) سرير على مساحة مليون متر مربع، ومن المتوقع عام 2017م تكتمل المشروعات.
هذه نماذج لمشروعات المدن الجامعية التي حققتها الجامعات، تمّت بفضل الله ثم بفضل القيادة الكريمة، وجاهزية وزارة التعليم وقطاعات الجامعات التي كانت جاهزة، ومبادرة لاستثمار الأموال التي توفرت في الدورة الاقتصادية الثانية، والأموال التي ارتبطت عليها، رغم ظروف حرب اليمن والربيع العربي والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها العالم، إلاّ أنّ القيادة السياسية ماضية بالتزاماتها في استكمال جميع المشروعات ومنها المدن الجامعية دون توقف.