عمر إبراهيم الرشيد
عندما يتعلق الأمر بحياة الناس وأرواحهم، ويمتد ذلك إلى مواردهم المالية وسلامتهم في تنقلاتهم عبر الطرق وفي الأجواء، فإنّ تكرار الكتابة عن هذه المسألة سواء من قِبَلي أو زملاء القلم أينما كانوا، يُعد واجباً تجاه الوطن والمجتمع لابد من الوفاء به. لطالما ظلت وماتزال عروس الجبلين حائل تئن بالشكوى من أوجاع أهلها ووضع مرافقها الصحية المأساوي، هل أعيد التذكير بمستشفاها القديم المنتهي الصلاحية كمبنى منذ سنين عديدة وباعتراف وزير الصحة الأسبق الدكتور حمد المانع، وهذا المستشفى للتذكير شيد في الستينات الميلادية !.
ماذا عن وضع مرضى القلب والكلى والكبد الذين يضطرون للسفر إما إلى الأردن طلباً للغوث أو إلى القصيم أو الرياض، يستجدون أسرّة في أحد المستشفيات الحكومية؟.
أقول هذا عن حائل لأنّ وزير الصحة الدكتور فواز الربيعة صدم عندما زارها قبل أسبوعين وطلب وقف التصوير من هول ما رأى، وتحسب للمسئولين عن الصحة هناك أنهم لم يجملوا المرافق بل تركوها كما هي حتى يكون الوزير على بيِّنة من حقيقة الوضع الصحي. وعليه فالبشارات التي أدلى بها الوزير فيما يخص المستشفى التخصصي هناك ومستشفى الولادة والقلب وتشغيلها خلال الأشهر القادمة، ندعو الله أن يوفقه لتحقيقها وهو أهل لتحقيقها.
ولست هنا لمديح أو إشادة فهذا واجب الوزير وعمله على كل حال، وإن كان هذا الرجل من الذين يعملون دون ضجيج أو بهرجة والناس شهداء الله في الأرض.
وإن كنت أتحدث عن حائل، فهي مثال صارخ لا ينسي باقي مدن الشمال والشرق وغيرها، وقد كتبت هنا من قبل عن تلك الشركة الألمانية التي تولت تشغيل مستشفى الملك خالد بحائل مطلع الثمانينات الميلادية، فأدارت المستشفى والخدمات الطبية هناك باحترافية غير مستغربة، فلماذا لا يعاد تطبيق الفكرة .. الصحافة مرآة للمجتمع ومرصد همومه وآماله، وشجونه وإنجازاته، والصحة والتعليم أخطر المرافق وعليها تقوم نهضة الأمم.