سليمان الجعيلان
صدق أو لا تصدق أن (230) مدرب من مختلف الجنسيات دربوا في الدوري السعودي للمحترفين في 9 سنوات فقط وأن الأندية السعودية المحترفة تعاقدت مع (512) لاعباً أجنبياً خلال نفس المدة منذ عام (2009) هذه الإحصائية المهنية إعلامياً والمسيئة رياضياً نشرها الزميل فهد العيسى في صحيفة الشرق الأوسط في ( 02 نوفمبر 2016 ) وكشفت الفكر والعقلية الإدارية التي تدار بها الأندية السعودية، وأظهرت أحد أهم أسباب مصادر ومنابع الأزمة المالية في الرياضة السعودية وهو الهدر المالي في التعاقد مع المدربين واللاعبين الأجانب، والذي أدى إلى تجاوز ديون الأندية حاجز المليار ريال !!.. هذه العشوائية الإدارية والمشكلة المالية في الأندية والتي لو افترضنا ان معدل حضور هؤلاء المدربين لتدريب الأندية مليون دولار لكل مدرب لأصبح إجمالي ما صرفته إدارات الأندية هو ( 230 مليون ) (دولار في 9) سنوات فقط هي ما أقلقت وأزعجت صناع القرار في الرياضة السعودية، لذلك بات التدخل الحكومي ضروريا لضبط هذا الانفلات المالي في الرياضة من خلال إقرار وتطبيق عدة حلول جوهرية وتاريخية في الرياضة السعودية لضبطها وعلاجها، ثم القضاء عليها بداية من مبادرة الهيئة العامة للرياضة بفرض نظام تقليص ديون الأندية ومروراً بتوصية مجلس الشؤون الاقتصادية والتمنية بالموافقة على مشروع التخصيص وانتهاءً بإقرار مجلس الوزراء السعودي ببدء تطبيق مشروع التخصيص في الرياضة السعودية رسمياً ومشكوراً بأقرب فرصة للحد من سوء صرف وتصرف إدارات الأندية وإيقاف هذا الهدر والتبذير المالي!!..
حقيقة أفهم وأتفهم ان مشروع التخصيص أعمق وأشمل من معالجة قضية تضخم ديون الأندية السعودية وأدق واكبر من مداواة مشكلة تفاقم الأزمة الإدارية في الأندية الرياضية، ولكن أقول: لو لم يأت من مشروع التخصيص إلا إيقاف هذا العبث المالي والهدر المادي الذي جاء في التقرير أعلاه لكفاه، والسبب ببساطة ان المستثمر أو المدير التنفيذي للنادي يعلم ان ليس خلفه عضو شرف يستجديه لتسديد قيمة إلغاء عقد مدرب والتعاقد مع آخر لذا سيكون المستثمر حريصا على حٌسن اختيار المدربين واللاعبين الأجانب لتلافي وتجنب الخسائر المادية !!.. عموماً خطوات وإصلاحات رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد ملموسة ومقدرة ومشكورة للنهوض وتطوير الرياضة السعودية، ولكن حقيقة وبكل صراحة، ومن باب المصارحة والمكاشفة الصادقة مع سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة أجد وبكل تجرد أن الهيئة العامة للرياضة مقصرة ومتهاونة في قضية تعاقدات وإلغاء عقود المدربين الأجانب، وأيضاً في فضيحة تدوير المدربين الأجانب بين الأندية السعودية؛ لذلك أطالب سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة وحتى يكتمل مشروع التخصيص بالعمل الجاد لإيجاد حلول ناجحة وناجعة للحد من هذه الظاهرة المسيئة لسمعة الرياضة السعودية، خاصة بعد ان وصل عدد الأندية التي ألغت عقود مدربيها (حتى الآن ) تسعة أندية في عشر جولات من دوري جميل مما يؤكد ان ظاهرة إلغاء عقود المدربين باتت ماركة سعودية مسجلة، هي للأسف ما تميزنا عن غيرنا !!.
انتصار الملكي وانحسار الأهلي
عاد فريق الهلال من موقعة الجوهرة بانتصار مهم معنوياً وضروريا نفسياً لكافة الهلاليين بعد أن قدم لاعبو الهلال مباراة أعادوا فيها شيئاً من مستوى الهلال الفني وكبرياء الهلال التاريخي الذي طالما ان تكسرت على عتبة طموحه وآماله كل المحاولات على إيقافه وفشلت جميع الاجتهادات المشروعة وغير المشروعة على إسقاطه من صدارته التي حافظ عليها فريق الهلال بالأداء الفني المقنع العطاء والحماس الرائع الذي ظهر فيه لاعبي الهلال وتلك الروح الهلالية العالية التي تظهر أحياناً وتغيب في أحايين أخرى !!..
حقيقة لم يكن فوز الهلال المستحق على فريق الأهلي إلا درسا من الدروس العديدة التي قدمها ومازال يقدمها الهلاليون لمن يتجاهل تاريخ نادي الهلال المشرف مع الانتصار في المواعيد الحاسمة والعودة في الأوقات المناسبة لذلك لم يكن انحسار وانكسار فريق الأهلي بالكامل أمام توهج وتألق لاعبي الهلال إلا لأن الزعيم ( الملكي) ظهر وانتصر في الموعد والوقت المناسب ووضع حدا لتطاول الصغار على الهلال !!.
نقاط سريعة
جاء خبر تأكد إقامة مباراة منتخبنا السعودي أمام المنتخب العراقي على أرضنا وبين جماهيرنا مفرحاً ومبهجاً للوطن وللمواطنين السعوديين لأنه أثبت مدى قدرتنا على انتزاع حقوقنا بالأنظمة واللوائح وعلى أحقية منتخبنا السعودي بالاستفادة من اللعب على أرضه وبين جماهيره مثل بقية المنتخبات التي ليس في دولها مشاكل أمنية، فشكراً من الأعماق لكل من عمل وسعى خلف هذا القرار المهم معنوياً وفنياً لمنتخبنا السعودي في مشواره في التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2018.
موافقة لجنة المسابقات على تقديم موعد مباراة التعاون والنصر دون سبب مقنع للوسط الرياضي هو خرق واضح وفاضح لعدالة ونزاهة المنافسة وعودة لنقطة الصفر للجنة المسابقات في مجاملات بعض الأندية على حساب أخرى بعد أن شهد عملها تطوراً واضحاً ومشاهداً قبل هذا القرار الغريب والمريب !!.
من شاهد مباراة فريقي الهلال والأهلي الجمعة الماضية وتابع انزلاقات لاعبي الفريقين بكثرة على أرضية ملعب الجوهرة في جدة يستغرب ويتعجب من استمرار فشل وعجز مدير الملعب إبراهيم القوبع عن إيجاد حل جذري لهذه الأرضية التي مازالت تشوه وتسيء لجمالية ملعب الجوهرة!!.