سعد الدوسري
يشكك الكثيرون في مصداقية العديد من الاستبيانات التي تصدرها الجهات المعنية برصد الظواهر الاجتماعية. ويكون الشك مركزاً على الأرقام النهائية التي تصدرها الجهة، على اعتبار أنها أرقام غير واقعية، لمجرد الاستهلاك.
هذا الشك تابعته عندما كان مذيع قناة الإم بي سي، يحاور الشاب المبدع هاني المقبل المدير التنفيذي لمؤسسة الملك سلمان للشباب، بخصوص النسبة التي وصلت لها المؤسسة، من خلال الاستبيان الالكتروني الذي طرحته، لقياس مستوى السعادة بين الشباب، والتي وصلت إلى 93%. وكان واضحاً على المذيع انه لا يعتبر هذه النسبة قريبة من الواقع. والسؤال:
-لماذا لا يعتبرها كذلك؟!
من المؤكد أن وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، لا تتبنى تقديم الصورة الحقيقية للشباب السعوديين، فهي منحازة لاعتبارهم شباباً لا يتحملون هذا القدر من المسؤولية، وإلى اعتبار القصص التي ينشرها الإعلام عن إنجازاتهم العلمية والتقنية والبحثية، هي قصص مبالغ فيها كثيراً. وبالإضافة إلى هذه الصورة النمطية لبلاده واتكالية الشباب، فهم يفتقرون إلى التعليم الجيد ووسائل الترفيه الحقيقية، كما أن نسبة البطالة لديهم عالية بشكل لافت جداً، ولديهم ميل فطري للتطرف!!
بعد هذا كله، كيف سيصدق المذيع العربي، أن الشباب السعوديين سعيدون؟! إن من المهم تعريف «السعادة» من قبل جهة للدراسة، وشرحه للمشاركين في الاستبانة، هل المقصود هو السعادة المطلقة، أم «الفلّة» المؤقتة، التي يعيشها عند طرح السؤال عليه؟!