«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
حياتنا اليومية غنية بالمواقف التي تثير لدي البعض منا «الغضب» وحتى الضيق بل قد يصل في بعض الأحايين إلى درجة لا يحمد عقباها. فيتحول هذا الغضب إلى عراك وربما حدثت جريمة.. بسبب هذا الغضب وما ترتب عليه من انفعال غير محمود.. ويطالعنا الإعلام الحديث مشاهد لحوادث جرت في مختلف دول العالم لسبب بسيط جداً. وخلال لقاءات متفرقة واتصالات هاتفيه ببعض المعارف والزملاء سألتهم كيف يتصرفون في حالة.. غضبهم أو عند إثارتهم. فكانت هذه الإجابات التي شكلت هذه «الإطلالة» مكتفياً بأسمائهم الأولى احتراماً لرغبتهم! يقول الأستاذ فهد -تربوي- كثيرة هي المواقف التي تدفعنا إلى الغضب والضيق وحتى الصراخ، ولكن الإنسان العاقل يحاول جاهداً أن يتحمل ما يسمعه من كلام ولكن ضمن الحدود المعروفة.. فإذا شعر بتمادي هذا الشخص عليه أن يتجنبه فربما لا يتقبل حسن التعامل والتراجع عن تصرفه غير المقبول، لذلك أحاول أن ابتعد عنه حتى ولو اعتبر من صادف وجوده خلال هذا الحدث أن يأخذ فكرة عني بأنني ضعيف وحتى جبان.. وأضاف لقد تكرر مثل هذا الموقف حتى مع بعض أقاربي ومعارفي.
أما المهندس عبدالله فيقول: بصراحة واجهتني في حياتي مواقف عديدة لكنني وبفضل الله ولترديدي بعض الآيات الكريمة والمعوذات، وتكرار ذكر الله أجدني ولله الحمد والمنة قد نفذت من هذه المواقف التي ربما تحولت إلى عراك أو أشياء غير مستحبة، ومع هذا تسببت بعضها في انقطاع علاقتي بالبعض نتيجة لذلك ومع مرور الأيام عادت المياه إلى مجاريها كما يقولون. وعدنا أكثر أخوة، بل ونتذكر ما حدث ونضحك.. ويضيف ما الفائدة لو أنني تركت نفسي لحظتها للشيطان فربما حدث ما لا يريده الله. وربما تحول الغضب والخلاف إلى جنحة أو جريمة.
أما الأستاذ عبدالوهاب وكان مديراً لإحدى الإدارات الحكومية سابقاً فقال: عد وأنسى من المواقف التي كادت تتحدث فيها الأيادي قبل الألسنة، فهناك وللأسف بعض المراجعين الذين يحملونك على الغضب.. لا البسيط وإنما الشديد.. خصوصاً إذا كانت له معاملة ما لا ذنب لك في تأخرها لظروف العمل الروتينية أو لعدم وصولها من المرجع. وعلى الرغم من أنك تحاول قدر المستطاع الشرح له والتوضيح. لكنه لا يريد أن يستوعب ذلك؛ ولكن وبفضل الله ومع التعود على امتصاص غضبهم استطعت النجاة من العديد من المواقف التي ربما قادت إلى الشرطة لهذا المراجع أو ذاك.. وتستطرد الأيام تعلم الإنسان خاصة إذا كان في موقع المسؤولية، وهذا كما يعلم الجميع واجب المسؤول.
ويقول أبو عبدالحميد. عندما يحدث ان تواجهني موجة من الغضب أنا السبب فيها فإنني أحاول الابتعاد عن الطرف الآخر تفادياً عن تنامي حدة هذه الموجه.. وبحكم كوني مصاب بالسكر والضغط فبالتالي كثير ما يحدث لي مثل هذا وحتى داخل بيتي بدأ افراد زوجتى يتفهمون وضعي، فيتركوني حتى اهدأ.. وعادة أذهب إلى غرفتي أو إلى المجلس لاسترخي بعيداً عن الجميع وحتى يزول توتري وغضبي.. وبحكم تجربتي فإنني انصح بما أفعله فلقد تجنبت ولله الحمد حدوث مضاعفات الغضب وهي لا تخفى على الجميع. وما نطالعه في الصحف من حوادث مؤسفة إنما هي نتيجة للغضب الذي وصل إلى الحد المكروه.
هذا ويؤكد أطباء النفس وعلماء السلوك الإنساني إلى أهمية الابتعاد عن المواقف التي تساعد على رفع الضغط وبعد ذلك الغضب.. ولا عيب في أن يهرب كل ممن يتعرض لموقف مثير يرفع ضغطه ويساعد على المواجهة، كالمضاربات والعراك فربما قد تحدث جريمة خلال هذه المواقف خصوصاً من بعض الشباب الحمقى والذين لا يتمتعون بالعقلانية والحكمة وتقدير الأمور.. وكم كلمة قالت لصاحبها دعني.. وكانت بعد ذلك وراء وقوع مواجهات ومشاكل.. كنا في غنى عنها.