د. ناهد باشطح
فاصلة:
((حيث الحرية... هناك الوطن))
-حكمة لاتينية-
في مقالة الجمعة الماضي ذكرت أن معالي وزير الإعلام الدكتور عادل الطريفي ركز في اجتماعه بمجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين على نقاط هامة يجدر بالهيئة التركيز عليها ومن المهم تنوير المجتمع تجاه مسؤولية الصحافة.
بدءاً فعندما تحدث معالي الوزير عن الحريات الصحفية وموقعنا في التصنيف العالمي والذي يعتبر متأخراً في المرتبة 165 وان كان قد تقدم بمرتبة واحدة عن العام السابق، فإنه لابد الإشارة إلى ان احتلال دولة عربية مثل تونس المركز الأول عربياً حيث وصلت إلى المرتبة 96 في تطور سريع بالقفز 30 مرتبة متقدمة عن العام السابق لا ينحصر في المفهوم السطحي للحريات بأنها تقتصر على حرية التعبير، لأن التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود لديه معايير أخرى مثل استقلالية وسائل الإعلام، التعددية، القوانين، الاعتداءات على الصحافيين، البنية التحتية وليس فقط حرية التعبير.
ربما لذلك بلد صغير مثل فنلندا استطاع ان يحتل المركز الأول في حرية الصحافة، وهذا لا يعني ان فنلندا ليست متطورة في الاعلام فهي تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الصحف التي يقرؤها الفرد الواحد إلى جانب استقلالية وسائل الإعلام في النشر بدون تدخل الحكومة، إنما الذي أعنيه أن لدينا في المملكة الفرصة لتحسين سمعة الحريات الصحفية من خلال معايير عدة لم نعمل عليها مثل سن القوانين وأبسطها قانون أخلاقيات المهنة الذي تحدثت عنه في مقال الأحد الماضي.
كما أن الأزمة المادية التي تمر بها المؤسسات الصحافية تؤثر في عمل الهيئة باتجاه التقدم في التصنيف العالمي للحريات الصحفية إذ إن الصحافيين لابد أن يتمتعوا بالأمان الوظيفي وممارسة عملهم في إطار من العدالة سواء كانوا في بلدانهم أو في مناطق النزاع في العالم.
إن تتطور صناعة الصحافة الذي أكد عليها معالي وزير الإعلام وألقى بعظم مسؤوليتها على هيئة الصحافيين تعني بأن الوزارة داعمة وعلى الهيئة أن تكون فاعلة وعلى الصحافيين أن يكونوا متعاونين كما هو الأمل فيهم لصالح مهنتهم التي يستند عليها المجتمع في رسالتها التنويرية.