مها محمد الشريف
يعد هذا العصر أهم من العصور السابقة في تغيير سير المسيرة التاريخية، لأنها تخلت عن ملامح الماضي وعملت من أجل المستقبل فقط، ولن يجرؤ أحد على اعتقال تلك اللحظات بينهما، حتى تستدرجه القضايا العالقة، وكأنه لم يعش ذلك الزمن.
كثيرة هي المسائل التي وضعت التحديات والتصنيفات في حياة الإنسان المعاصر ومنها تداخل التيارات الفكرية والأيديولوجية فلم يعد من السهل التخلي عن الحاضر ولا الاستمرار فيه، جميع آمال المستقبل تأتي دون استئذان، وتهيئ الفرد بمحض إرادته لتغزو جوهره.
وأيًا كان الأمر، فإن النوافذ المشرعة على العالم جعلته يقف على مسرح التاريخ يحمل مشعل التطور بيد وعقيدة الشعب باليد الأخرى، ويقدم ضعف ما يملك من قدرات، ومع ذلك تصدرت عدة دول خليجية وعربية قائمة الدول الأكثر زيارة للمواقع الإباحية في العالم بعد الولايات المتحدة طبعًا.
ونشرت «الشرق الأوسط» عن الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، أنه بحلول نهاية 2016 سيكون نصف سكان العالم تقريبًا من مستخدمي الإنترنت، مع تزايد شبكات الهواتف المحمولة وهبوط الأسعار، لكن هذه الإعداد ستظل متركزة في العالم المتقدم. وقال تقرير للاتحاد أن نحو 80 في المائة من سكان الدول المتقدمة يستخدمون الإنترنت بالفعل. لكنه حدد أن نحو 40 في المائة فقط من سكان الدول النامية وأقل من 15 في المائة من أبناء الدول الأقل تقدمًا يستخدمون الإنترنت.
وتبعًا لهذه المعلومات يمكن الجزم أن النسبة تتجاوز هذا التقرير عطفًا على حجم مبيعات الأجهزة والهواتف الذكية في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم تتوسع دائرة المبيعات حسب شغف الدول النامية لاستخدام الإنترنت، وخصوصًا الفئات العمرية من 11 إلى 17سنة، كما أكَّد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية السعودية أن «أغلبية مستخدمي خاصية «البروكسي» التي تتخطى المواقع المحجوبة في البلاد يعمدون من خلف هذا الإجراء إلى زيارة المواقع الإباحية بنسبة 96 في المائة. في وقت تم الكشف فيه عن أن السلطات الأمنية ألقت مؤخرًا على مجموعة من الشباب بتهمة إنشاء مواقع إباحية على الإنترنت». رغم ما قد يبدو للمجتمع من الظاهر. يجب أن يؤخذ ذلك في الحسبان وتتم معالجة هذا الخلل.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الإحصاءات والتقارير صدرت في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الشرق الأوسط، فترة الهروب من الواقع ومن ويلات الحرب والتقسيم والدمار، فالأمر يدعو إلى مزيد من التحقق إِذ ينطوي على مرحلة متعددة المفاهيم والمعاني، فهو زمن يكاد يكون شديد التأثير أوجد جمهورًا صاخبًا يقتل ويعتدي ويمارس ألوانًا من الإثم ممن يتعاملون مع المواقع الإباحية كظاهرة غوغائية، وعلى ذلك، نأمل اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء ويحالون إلى الجهات المختصة كمنفذي جرائم إلكترونية.
وللمزيد من التوضيح يخبرنا هذا العصر أن أدوات الوعي في غياب مستمر لا تحضر إلا بالسوط، ولا يخلو جيل من الأخلاق والقيم والمبادئ إلا استدعى الأسباب لتقويمه بالصرامة والقسوة، لإعادة المثالية والارتقاء صعودًا إلى الفضيلة، ومعاقبة متسولي الحريات المطلقة، بوصفها تجسد التطور والتحضر المزعوم.
هي إذن رؤية لها غايات وأهداف تشمل جميع الجهات الرسمية تحث على العمل من أجل مجتمع واع بمشاركة شركات الاتصالات على بث رسائل توعية وتثقيف عن أخطار المواد غير الأخلاقية وآثارها السيئة وفي الوقت نفسه، وبنحو مباشر إعلان قانون الجرائم الإلكترونية عبر شبكات الجوال إلى أكبر قدر ممكن من المجتمع بما يتفق مع الأنظمة المعمول بها في (هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وزارة الثقافة والإعلام).