د.عبدالعزيز العمر
البطالة خطر وشر مستطير بلا شك، وتتمثل خطورة البطالة في كونها مهددة للاستقرار والسلم الاجتماعي والاستقرار الأمني، بل ومهدده للاستقرار السياسي (ألم يشعل البوعزيزي العاطل ثورات الربيع العربي؟). كل المؤشرات التي صدرت عن منظمة اليونسكو وعن البنك الدولي تؤكد أن البطالة تنمو وتزدهر دائماً عندما يتخلف التعليم ويفشل في إكساب طلابه مهارات وقيم العمل.
ويمكن القول إن البطالة تحلق بجناجين، أولهما (الرؤية السياسية) ومدى قدرة هذه الرؤية على معالجة تشوهات سوق سوق العمل، وعلى توفير مناخ عام من العدالة الاجتماعية يحترم الكفاءات المهنية، ويحفز كل فرد على العمل، ويحسن مستوى أدائه ويرفع مستوى إنتاجيته.
أما الجناح الثاني الذي تحلق به البطالة فهو (تخلف التعليم). بعض النظم التعليمية وصلت إلى مستوى عال من الفاعلية والكفاءة مكنها من إكساب طلابها المهارات والقيم التي تجعلهم أقدر على مواجهة مستجدات وتحديات الألفية الثالثة الجديدة وما صاحبها من تغيرات مهولة على خارطة مهن سوق العمل.
ومع قرب نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثلثة اختفت من سوق العمل مهن وفرص عمل قديمه (ناسخ آلة وعامل السنترال مثلاً)، وظهرت في المقابل مهن وفرص عمل جديدة تطلب نمطاً جديداً من التفكير، وتتطلب كذلك مهارات وقيم عمل جديدة.. ولكي تنجح نظم التعليم في إعداد طلابها لدخول عالم المهن الجديدة كان عليها أن تنجح في تزويد طلابها بمهارات جديدة اطلق عليها التربوييون مهارات التعلم في القرن الحادي والعشرين (21st century Learning Skills).. ويأتي على رأس تلك المهارات مهارات مثل: التفكير الناقد، والتفكير الإبداعي، والاتصال، والعمل الجماعي