يوسف المحيميد
تحفة معمارية نادرة، تشع نورًا ووعياً وثقافةً، وتحمل اسم المؤسس، في المكان ذاته الذي تفجر منه أول ينبوع نفط في ثلاثينات القرن الماضي، هذا المبنى الفريد الذي يظهر كمجموعة حجارة منحوتة، يضم مكتبة متطورة، ومركزاً للابتكار، وواحة للأطفال تحوي متحفاً متخصصاً لهم، ومتحفاً للتاريخ الطبيعي، وقاعات للفنون، ومركزاً للأرشيف، إضافة إلى برج المعرفة المختص بتقديم برامج تعليمية للزائرين، وغير ذلك من الخدمات المساندة.
هذا المركز، مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الذي قامت أرامكو السعودية بإنشائه والإشراف عليه، انطلاقاً من يقينها برسالتها الوطنية، ودأبها في التحفيز على الابتكار والإبداع، وتشجيعها للمعرفة والفنون، سيُصبِح أنموذجاً رائعاً يشير إلينا، وإلى هويتنا وثقافتنا الوطنية، ولكن لن يكتمل ذلك إلا بتحقيق نقطتين في منتهى الأهمية، وهما الأهم في هذه المرحلة، الأولى هي مرحلة التشغيل سواء على مستوى المبنى والصيانة، أو على مستوى البرامج الثقافية والفنية الفاعلة، التي تستهدف المواطن في كل شرائحه، وتقديم برامج وفعاليات لمختصين ومبدعين من أنحاء العالم كافة، ليسهموا في مزيد من الوعي والتثقيف والترفيه.
أما الثانية فهي الإعلان والتسويق لهذا المركز، سواء في نشر أخبار فعالياته، والدعوة إلى أنشطته على المستوى الشعبي العام، أو على مستوى تقديمه للعالم ومنحه ما يستحق من الضوء داخلياً وخارجياً كجهة فكر وثقافة وفنون، وجعله منبرًا مهماً يمثل الوطن في أبهى صوره وتجلياته، وجعله مفتوحاً للعامة، وتسهيل زيارته لكل الفئات في مراحل التعليم العام والتعليم العالي، لأنه حين يتحول إلى مركز ثقافي حيوي ونشط وفاعل، ويرتاده الناس، يكون حاضراً في وجدان الشعب، على خلاف اقتصاره على فئات محددة، وجعله نخبوياً، فهذه النخبوية تأتي من وضع أنشطة نخبوبية متخصصة، قد لا تهم قطاعات كبيرة من الناس، ولا تنقل المجتمع إلى مجتمع معرفي مستنير.