سعد الدوسري
تعرّضت الطفلة شموخ السويلم لهجوم من قبل نمر مفترس، ولولا فضل الله، لكان قد تسبب في مقتلها؛ هذا الهجوم حصل أمام أهلها، في مهرجان معرض المنتجات الاستهلاكية بالجوف، والذي كانت تحضره مئات العائلات بصحبة أطفالهن، أي أن هذا المشهد المخيف كان على مرأى حضور المهرجان، الصغار والكبار، وربما سيبقى في ذاكرتهم وذاكرة شموخ المسكينة إلى الأبد.
إن الشكوى التي قدمها أبو شموخ لمركز الشرطة، ضد منظمي المهرجان، لتسببهم في الأذى الجسدي والنفسي لابنته، سوف لن يكون كافياً، إذ على إمارة المنطقة أن تفتح تحقيقاً عاجلاً مع المسؤولين عن تلك الفعالية، وأن تنسق مع الهيئة العامة للترفيه، لوضع آلية واضحة لتنظيم كل الفعاليات الجماهيرية، بما يضمن سلامة مرتاديها الكبار والصغار من أي أذى محتمل.
نحن بكل صراحة، نفتقد مثل هذه الآلية. ولو كانت موجودة، بشكل حقيقي، وليست مجرد حبر على ورق، لكان بالإمكان تفادي الكثير من الحوادث التي تمس الأشخاص بشكل مباشر، أو تمس عقولهم وذائقتهم، كالمهرجانات الترفيهية التي شهدناها مؤخراً، والتي أثارت سخرية شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويفترض هنا، أن تكون الهيئة العامة للترفيه، مسؤولة عن وضع الصيغ المناسبة لجدولة البرامج الترفيهية، والموافقة على محتواها وعلى تفاصيل تنظيمها، فالقرار الرسمي بتأسيس الهيئة، ينص على أنها هي المسؤولة عن هذه الفعاليات.