وادي الدواسر - قبلان الحزيمي:
لا يكاد يمر الحال على أحد من أبناء البادية من ملاك ومربي الإبل في مثل هذه الأيام التي اعتدلت فيها درجات الحرارة ومال فيها الطقس للبرودة إلا ويبادرك بحليب الخلفات، في إشارة لبدء الموسم السعيد لدى أبناء البادية والمتمثل في نتاج الإبل التي تسمى حين ذاك (بالخلفات)، وهي التي نتجت ووضعت صغيرها (الحوار) حديثا وتدر معه الخلفة الحليب الجديد والذي يتميز بغناه بالعناصر الغذائية المفيدة وبطعمه السكري بخلاف حليب الإبل (المعاشير) والتي كانت ولادتها قبل عام حيث يظهر على حليبها الملوحة مع قلة في العناصر الغذائية نتيجة بداية عشارها.
كما يبدأ مربي وملاك الإبل أيضاً هذه الأيام بموسم من نوع آخر يتواكب مع موسم توالد الإبل وهو هيجان البعارين (ذكور الإبل) وبداية ضراب الإبل التي ولدت في الموسم الماضي، وعزلت عنها صغارها (المفاريد) لإفرادها عن أمها ومنعها من رضاعتها استعداداً لإلقاح أمها، كما أنه يتم إلقاح من بلغت سناً يؤهلها للبروك للجمل بتجاوزها الأربع سنوات والتي تسمى حين إذن بـ(اللقية) لاستعدادها لملاقاة الجمل.
ويهتم ملاك الإبل بانتقاء نوعية وسلالة البعارين ذات الصفات العربية الأصيلة عند ضراب إبلهم، بل ويشدون الرحال ولمسافات الطويلة عند سماعهم لبعير طيب السلالة والإنتاج.