فهد بن جليد
قبل 10 أيام تقريباً حدثتكم عن قصة الشاب الأوكراني (ألكسندر تورين) الذي قام بتغيير اسمه إلى (آيفون 7) ضمن 4 شبان آخرين، تعهد أحد المتاجر الإلكترونية بمنحهم (أجهزة مجانية) لهذا السبب، اليوم نحن أمام حالة سعودية مُشابهة، عندما أطلق أحد المطاعم على حسابه الرسمي تعهداً بمنح (شاورما) مجانية مدى الحياة، لمن يطلق على ابنته أو ابنه اسم (الشاورما) التي يبيعها..؟!.
أترك للقارئ تصنيف مثل هذا النوع من (الإعلانات الترويجية)، وفي أي خانة يتم وضعه؟!.
نحن اليوم نملك عقولا سعودية جبارة في صناعة الإعلان المحلي، بدأً من توالد وتجديد الأفكار الترويجية التي يشارك فيها شبابنا إلى الإبداع في التسويق، ففي ذات اليوم الذي أُطلق فيه هذا (الإعلان) كنت أحضرُ مسابقة نظمها (مطعم بيتزا سعودي) وجد أن أفضل طريقة للترويج عن نفسه، هو دعم 10 من رواد الأعمال السعوديين الجُدد من الجنسين، تنافسوا للفوز بجوائز دعم مشاريعهم، برعاية من الهيئة السعودية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة..
برأيي هذه أفضل فكرة يمكن ان تروج بها عن نفسك، وتدعم بها شباب وطنك، وتخدم بها مجتمعك، كثيرة هي طرق الإعلان والترويج، ولكن أفضلها على الإطلاق هو ذاك الإعلان الذي نُغير به حياة أشخاص من حولنا، فما بالك عندما نصنع وندعم منافسين لنا، الإعلان لم يعد وسيلة ترويج جامدة، هدفها فقط مجرد التأثير على المستهلك بإثارة الغرائز والعواطف، بل هو فلسفة وصناعة مُتكاملة تشارك فيها وسيلة الإعلام نفسها، فلا أعتقد أن أي وسيلة إعلام ستقبل بث أو نشر إعلان الشاورما أعلاه، دون أن يكون لحارس البوابة فيها رأي ؟ وهذه من محاسن إعلانات الصحف و القنوات الفضائية، التي تحمي جميع عناصر العملية الاتصالية و مصالح المُعلن أولها..!.
علينا ان نعلم أن هناك إعلانات تسببت في هدم شركات، وإفلاس أخرى، بل منها ما قد سبب أزمات بين الدول ؟ لذا صناعة الإعلان ليست عملية اجتهادية من طرف واحد، و لا يجب الركون إلى مغريات (وسائل التواصل الاجتماعي) وسرعة الانتشار.. !.
إعلان (شاورما مدى الحياة) ليس الأول، فهو نتاج قبولنا بإعلان سابق من ذات المطعم تحت شعار (ملوك الصرقعة) يدعوا فيه شبابنا إلى تصوير مقاطع لتجمعاتهم، و ما يحدث فيها تحت مفهوم (الصرقعة) ونشره عبر حساب المطعم، والشلة الأكثر مُشاهدة تحصل على رحلة إلى دبي لتكمل بقية (الصرقعة) هناك.. خوش ترويج !.
وعلى دروب الخير نلتقي.