د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** كانت وربما ظلت المخرجة الإذاعية الأولى في إذاعة الرياض (البرنامج العام) على مدى ثلث قرن،وربما كانت المؤهلة الوحيدة في الإعلام طيلة زمنٍ غير قصير،ومع أنها غادرت مدينتها «عنيزة» وهي رضيع وعاشت في القاهرة حتى تخرجت في جامعتها فقد آثرت العمل في وطنها واختيار ميدانٍ لم يُشرع للنساء مثلُه فيما سبقها مدعومةً من والدها الراحل الشيخ عبدالله الصالح أبا الخيل رحمه الله.
** في بداية تعاون صاحبكم مع الإذاعة (1985م) عمل معها في تقديم فقرات من البرنامج العتيد (نسيم الصباح) الذي كنا نسجله الساعة السادسة مساءً ويذاع من الغد الساعة السادسة صباحًا، ثم انتظما في برنامجٍ إخباري مسائي غير سياسي خفيف اسمه (طائر المساء) مدته عشر دقائق ويذاع كل يوم الساعة الثامنة مساء، وكان معده الأستاذ عبدالعزيز المهنا ومقدمه الإذاعي القدير الأستاذ سيد سالم حتى كُلف صاحبكم بتقديمه مع الإذاعية الكبيرة بدور إسماعيل وإعداد الأستاذ محمد الخنيني واستمر الفريق بقيادة المخرجة المبدعة نجاح أبا الخيل مدة طويلة تجاوزت عشرة أعوام لم تُعد منه حلقة أو تعوض بمادة إذاعية بديلة.
** تبدو «أم فيصل» حازمةً جادةً متفانيةً دقيقة لا تنشغل خلال التسجيل ولا تفوت كلمة ولو عابرة حتى تتيقن من ظهورها بالشكل الأتم، وقد تقترح تعديلًا حين لا تروق لها مفردة أو عبارة، كما كانت حريصة على تأمين حلقات من برامجها خلال فترة إجازتها أو غيابها بمقدار ما تتمكن، وبالرغم من أن « طائر المساء « برنامج يومي فقد اهتمت باستعارة أوقات إضافية وحجز أستوديوهات متعددة كي تستطيع توفير أكثر من ثلاثين حلقة ، ومن يعمل معها لا يملك سوى الاستجابة أكان معدًا أم مذيعًا أم مهندسًا أم فنيّا.
** أخرجت برامج كثيرة عدا البرنامجين المشار إليهما ومنها : النصف الآخر والبيت السعيد ومكتبة التسجيلات ودائرة البحث العلمي وغيرها، وحرصت على أن تبقى في مدار العمل الإبداعي دون أن تنشغل بالعمل الإداري وسعت لتخطي العقبات والحساسيات والمنافسات غير الصحية فأضافت وجودًا جميلًا وحضورًا متميزًا، ولو كتبت سيرتها لأضاءت منحنياتٍ يستحقها تأريخ المرأة في بلادنا.
** الإرادةُ تميز.