رأيت العنوان الذي تطلبين مني الكتابة عنه ثم صحبت كتاباً وادعيت طوال النهار إنني فهمت ما قرأته.
ماذا تريدين أن تعرفي عن الحب القديم أيتها الصبية ؟
لقد بحثت عن الصبا في طلائع فرحه وتوقه إلى الحياة والحب فوجدته فيها
غير إنه لم يكن لي ..
وبحثت عن الجمال الذي تسكن إليه الروح وتطمئن به النفس وتذهل به الحواس فوجدته فيها
غير إنه لم يكن لي ..
وبحثت عن العمق والنبوغ والروح النبيلة فوجدته فيها
غير إنه لم يكن لي ..
وبحثت عن الرفيقة التي أبثّ إليها آمالي وأحزاني وأفراحي فوجدت عندها المأوى والملجأ
غير إنه لم يكن لي ..
الصبا لم يكن لي . ولا الجمال كان لي ولا العمق كان لي .. لم يكن لي شيء فرحلت .
إنه إحساس بديع أن يحب المرء ويجرب ثمالة الحب ولوعته , لكن أن يكون المرء محبوباً ؟ هذا شيءٌ آخر .. شيء لا مثيل له ... أكتب لك هذا وأنا لا أقصد أحداً سواي , لقد قضيت عمري كله أحاول أن أكون محبوباً غير إنني فشلت مرة ومرتين وثلاثاً .. كانت المرأة تقربني منها متى أرادت وتبعدني متى أرادت , تلك الصبية التي جلست إليّ منذ 25 عاماً : سيدي الأديب حدثني عن الأدب ؟ وتلك المرأة التي كتبت لها خمسين رسالة دون أن أتلقى منها شيئاً . إن الاستمرار بالكتابة يوجعني كما هذه العبارات لكافكا مخاطباً فيها ميلينا
«ماذا تعتقدين ؟ هل يمكن أن تصلني رسالة يوم السبت؟ من الممكن ذلك , لكنه مجنون ذاك الشوق إلى استلام الرسائل . ألا تكفي رسالة واحدة ؟ ألا يكفي أن يعرف المرء مرة ؟.»
وأنتِ ما رأيك ألا يكفي أن يعرف المرء مرة ؟ ألا يستحق أن يعرف المرء مرة ؟
- صالح العوض