شبه أحد الباحثين النفسيين عقل الرجل بصناديق محكمة الإغلاق ومنفصلة عن بعضها، إذا أراد الرجل شيئاً ذهب إلى داخل الصندوق ليفتحه ويركز فيه وعندما يدخله؛ لا يرى خارجه.
أما عقل المرأة فشيء آخر، إنه مجموعة النقاط الشبكية المتقاطعة والمتصلة جميعاً في نفس الوقت، والنشطة دائماً. كل نقطة متصلة بجميع النقاط الأخرى، مثل صفحة مليئة بالروابط، مثل الشبكة العنكبوتية.
يمكنها بذلك عمل أكثر من عمل في آن، ويستحيل لرجلٍ عمل ذلك!
هذه الدراسة مصدرها مجلة بسلم 11/2011. لعل هذه النظرية تفسر تفاعل المثقفات والمتطوعات أكثر من المثقفين والمتطوعين مع مبادرة ضياء الثقافة، ولقد وجهنا السؤال لمجموعة من المؤلفين والمتطوعين من الجنسين: لماذا تفاعل الجنس الناعم أكبر؟
يرى فهد التميمي أن المرأة تتغلب على الرجل بالعلم والثقافة؛ وذلك بسبب القراءة والمطالعة الدائمة اللتين يفتقدهما الرجل بسبب طبيعة حياته العملية السريعة.
كما أن بعض الرجال - في نظره - لا يفضّلون أن يضبطوا تصرفاتهم أو قراءاتهم، والسبب الأخير أن كثرة نشاطات الرجل تتفوق عليها قلة النشاطات النسوية، التي تمنحها القدرة على الانتقاء.
وعلّل الدكتور سعود اليوسف، والأستاذ خزام الشهراني ذلك بسبب ضيق وقت المثقفين، وارتباطهم بأعمال كثيرة. قد تعوق تفاعلهم المأمول.
وفي رأي مغاير، يرى إبراهيم الحقيل أن المرأة قد تكون متحفظة في الظهور العام والتواصل المباشر مع الرجل؛ لذا يكثر وجودها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ويحلِّل الأستاذ حسين المكتبي سبب ذلك برأيٍ علمي بقوله:
حسب علم النفس تركز المرأة وتهتم بنشاطات القراءة والكتابة أكثر من الرجل.
وفي رأي محايد تشرح سبب الظاهرة أمل طوهري بقولها:
في المرحلة الأولى للمبادرة ستتفوق المرأة لملاءمة طبيعة المبادرة لنوعية حياتها، ودقتها في التفاعل مع القضايا الفكرية وذلك لتوفر الوقت والجهد.
بينما الرجل مطلع أكثر، ويتفاعل مع أنماط ثقافية مختلفة ومتعددة؛ فقد يكون له دور بعد التأسيس والانتقال لطور آخر يحتاج للعملية والسرعة اللتين تلائمان طبيعة الرجل.
ويرى كل من أمل عبدالله، وهشام فقيري أن تفاعل المرأة ناتج عن طبيعتها العاطفية المعطاءة.
سحر أحمد متطوعة في أندية القراءة الخاصة تقول:
تفاعل الرجال في الميدان وإلكترونياً أضعف من المطلوب، وذلك يعود لطبيعة الرجل؛ فغالباً ما تكون اهتماماته والتزاماته اليومية محصورة في نطاق معين، قد تكون روتينية نوعاً ما..
كما أن حياته خارج المنزل أكثر قد تؤثّر على مشاركته، مع أن قلة من الرجال يكون عملهم متقناً ومتميزاً.
وأخيراً من تعاملات أعضاء فريق ضياء الثقافة جل الأدباء ذوي الباع الطويل والأكاديميين والمتطوعين يفضّلون العمل الثقافي والاجتماعي ضمن تنظيم رسمي حكومي أو شبه رسمي من شركات أدبية عملاقة، بعكس تعاملنا معهن من الأديبات والأكاديميات والمتطوعات.. فهنَّ يفضّلن العمل المبتكر المتجدد لخدمة المجتمع من بوابة المعرفة.
السؤال هنا إلى القراء: كيف نكسب المثقف والمتطوّع ليكون ضمن حركتنا الثقافية، الموجهة للمجتمع كافة، والشباب خاصة؟
- محمد بن زعير