عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة... كان يوم الاثنين الماضي يوما تاريخياً في مسيرة الرياضة السعودية ومجلس الوزراء الموقر يعلن الموافقة على خصخصة الأندية الرياضية وطرحها للتداول في القطاع الخاص ليتملك الأندية من يشاء، إن كان على مستوى الأفراد أو الشركات على أن يكون المستثمر سعودياً وقفل الباب أمام الاستثمار الخارجي.
وهنا يأتي وعي الدولة وتأكيد على اهتمامها ورعايتها بفئة الشباب والرياضة لأنها أسهل الطرق للوصول للشباب وعقولهم وبصراحة نحن لسنا ناقصين من يتوغل ويندس بيننا فقد أثبتت الأيام والسنون أن مشكلة انحراف الشباب وانسياقهم خلف فكر لا يمت لمجتمعنا بصلة أن مصادره وتمويله وتسويقه يأتي من الخارج وعبر جميع الطرق فما بالكم لو أن الأندية الرياضية فتحت أبوابها للاستثمار الخارجي ألا تتوقعون أن يأتي من يستغل الخطوة وحاجة الأندية للاستثمار والمال ويقوم بتوفيرها والصرف والتكفل بها مقابل غرس الفتنة والسيطرة على أفكار شباب الوطن وهم الغالبية العظمى من السكان.
لقد وفقت الدولة وليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة بإذن الله التي تضع نصب أعينها على مصلحة الوطن وحماية شبابه من الفكر المتطرف حمانا الله وإياكم من كل ما هو ضد الوطن وأبنائه، واليوم حكومتنا الرشيدة ومن خلال هذا القرار التاريخي للرياضة السعودية وأنديتها المحترفة تضع الكرة في مرمى القطاع الخاص والمستثمرين من أفراد وشركات وبنوك ومؤسسات نتطلع جميعا من خلالها على إنهاء محنة الأندية الرياضية المالية والقضاء على مشاكلها المقلقة والكبيرة ورغم أن معظم الأندية الكبيرة والجماهيرية وهي المطمع لكل من يريد أن يستثمر، فالأندية تعيش وسط أزمات ومشاكل مالية غير مسبوقة وبدون استثناء، فالجميع متورط ولديه مشاكل متعددة حتى ولو لم يتبين ذلك، الآن أن الأمل يحدو الجميع أن تنتهي هذه المعاناة بعد القرار التاريخي والذي سيكون راسخاً في ذهن كل السعوديين دون استثناء.
النصر يزداد قوة
أتمنى ألا ينكد أحد أو يتدخل أو يحاول تغيير منهج وقرارات المدرب الأميز زوران مدرب نادي النصر السعودي الذي استطاع من خلال النظام والعدالة أن يظهر النصر بصورة الإبداع دون الالتفات لمن حضر أو تخلف.
لقد عمل المدرب بالفكر العالي الفني الذي يتطلبه الفريق دون النظر للأسماء أو النجوم وسخر إمكانات كل لاعب حسب حاجة الفريق وأنا متأكد بعدما شاهدت الفريق في الجولات التسع التي لعبها الفريق إنه لولا التدخلات وفرض بعض الأسماء في بداية الدوري لما خسر الفريق من أمام الاتفاق والخليج خاصة الأخير الذي كان الخلل واضحا ومدرب الفريق المنافس يوعز لاعبيه بغزو المرمى النصراوي عن طريقه حتى تحقق لهم ما أرادوا وكسبوا اللقاء من أمام أعين الجماهير النصراوية وعلى أرضهم.
إن ترك الحرية الكاملة للمدرب وإعطائه الصلاحية الكاملة غالبا ما ينتج عنه عمل ايجابي ومثمر، وهذا ما نتج مؤخرا في البيت الأصفر عندما فرض المدرب الواقع، وهذا لا يعني عدم الجلوس معه ومناقشته والتعاطي مع ما يسير عليه، ولكن لا تصل إلى فرض لاعب عليه أو محاولة إقناعه بما لا يقبله العقل والمنطق، فهناك مدربون يقبلون ويحملون المسئولية لغيرهم ولمن تدخل في صميم عملهم، ولكن دائماً ما يكون في وقت متأخر وبعدما تطير الطيور بأرزاقها وتسوء العلاقة بين المدرب والمسيرين إلا أن الواضح أن المدرب الداهية روزان قد فرض الصحيح وعندما أقول: إنه داهية ليس بفكره أو عمله بل بقوة شخصيته ووقوفه بشجاعة ضد كل من حاول أن يغير أفكاره ويفرض رأيه فليس كل شيء بالمال، فالمدرب الذي يحترم عمله لا يقبل أن يتدخل أحد في شؤون سياسة العمل والمنهجية المرسومة من قبله، وهذا تماما ما يسير عليه روزان الذي أتمنى ألا يعض النصراويون أصابع الندم إن هو رحل عن فريقهم.
نقاط للتأمل
- بعد القرار الحكيم بتخصيص الأندية وطرحها للاستثمار أصبح الكل يدلي بدلوه ويضع الأندية المتاحة للاستثمار حسب ميوله وعواطفه والشيء الذي يجب أن يدركه الجميع أن أي منشأة أو مؤسسة رياضية أو غيرها لا يمكن وضعها إما الاستثمار وطرحها في السوق ما لم تكن بيضاء ليس لها ولا عليها وتكون خالية من المطالبات، وهذا ما تفتقده جميع الأندية دون استثناء ولن تكون متاحة للطرح ما لم تحل مشاكلها قبل أن تكون في متناول المستثمر.
- يتصدر نادي الهلال سلم دوري عبداللطيف جميل بعد الجولة التاسعة بعدما أطاح وصيفه بالاتحاد الذي عاد للمركز الرابع واليوم لا يوجد متصدر حقيقي فلعبة الكراسي ستستمر وكل جولة ستشاهدون متصدرا جديدا أو يعود من كان في المقدمة والجولات القادمة أكثر سخونة وأقوى لقاءات، وسيبرز الأفضل والبداية من الجولة العاشرة خاصة عندما يتقابل البطل الأهلي مع الوصيف الهلال والتعاون مع النصر صاحب المستويات والأداء المتميز ومزيدا من الإثارة.
- تواصل الإصابات في فريق نادي النصر أمر مقلق وآخرها إصابة اللاعب المتميز عوض خميس بكسر في الإصبع، وهذا مما لا شك فيه قضاء وقدر ولكن المشكلة في العودة من الإصابة، وأكبر دليل اللاعب إبراهيم غالب الذي تنقل بين الرياض والدوحة وباريس وهذا دليل على أن الطاقم الطبي في النادي ليس بالمستوى المطلوب.
- الهلال فريق محير وأصبح غامضا بعدما كان كتابا مفتوحا ويتمتع بديمقراطية مختلفة عن البقية واليوم الفريق متصدر بدون مستوى أو تميز وبأداء باهت وغير مقنع فنياً، وقد يكون لعدم الاستقرار الفني دور في ذلك ولكن الذي لا أستطيع فهمه وهي سابقة في تاريخه تذمر لاعبيه، فمهاجم الفريق ناصر الشمراني يطلب صانع لعب وإلا لا تطلبوا مني تسجيل الأهداف، والفرج يرفض التجديد ويضع رقما فلكيا ليستمر مع الزعيم، والدوسري يطلب مبلغا ليس ببعيد رغم أن مستواه لا يوازي ولا ربع ما طلبه غير أن هناك من يضع علامة استفهام على جهاز الفريق الإداري فيا ترى أين المشكلة بالضبط؟؟.
خاتمة
الطيب في روس النشامى علامات
واللي كسب «نعمين» لله دره
أحدن يموت وتبكي العين لامات
وأحدن يموت ويكفي الناس شره.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما أتشرف بلقائكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.