المدينة المنورة - مروان قصاص - علي الأحمدي:
اختتمت أعمال مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام والذي نظمته جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بمشاركة الجامعة الإسلامية، وحظي المؤتمر الذي أقيم في المدينة المنورة باهتمام كبير من العلماء والأكاديميين والباحثين والإعلاميين والمهتمين من داخل المملكة وخارجها، حيث قُدِم للمؤتمر ما يقرب من 245 ملخص بحث، تمّ تحكيم 96 بحثاً، اجتاز التحكيم منها 47 بحثاً، تم عرضها في ست جلسات علمية، دارت حولها مناقشاتٌ ومداخلات أثرَتِ المؤتمر وخلصتْ إلى التوصيات التالية:
أولاً: يستنكر المشاركون في المؤتمر استنكاراً شديداً المحاولة الاجرامية التي قامت بها الميليشيات الحوثية بإطلاق صاروخ باليستي تجاه منطقة مكة المكرمة، وأن هذه الجريمة تعدّ استفزازاً لمشاعر المسلمين وعملاً إجرامياً دنيئاً تجاوز كل الحرمات وتعدى الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية، ويؤيد المشاركون ما قامت وتقوم به المملكة العربية السعودية من إجراءات من أجل الدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وردع الظلم والاعتداء على أراضيها.
ثانياً: يرى المشاركون في المؤتمر بأن الإعلام الجديد مظهر من مظاهر التواصل البشري وضرورة اجتماعية وثقافية في توظيفه، فله ايجابياته وسلبياته، ولا بدّ من تحصيل الإيجابيات وتلافي السلبيات.
وإن شبكات التواصل الاجتماعي الرقمية هي: مواقع على شبكة «الإنترنت» توفر لمستخدميها فرص الحوار وتبادل المعلومات والآراء والأفكار والمشكلات من خلال الملفات الشخصية وألبومات الصور وغرف الدردشة وغير ذلك. ومن أمثلتها ما يلي: -فيس بوك Faceboo - تويتر Twitter - واتس أب Whatsapp -يوتيوب Youtube - جوجل Google - انستجرام instagram
ثالثاً : يؤكد المشاركون في المؤتمر على أهمية تطبيق الضوابط الشرعية في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبيان دورها في نشر الوسطية ومواجهة فكر التطرف والإرهاب، ومن أبرز الضوابط الشرعية ما يلي:
1 - التحلي بالفضيلة ونشر القيم الدينية وتنمية هذه القيم في أفراد المجتمع ليبقى المجتمع الإسلامي مجتمعاً متماسكاً وقوياً وقادراً على مواجهة الأخطار والقيم الوافدة.
2 - الالتزام بالتعاليم الشرعية ومنهج الوسطية والاعتدال والقيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية بما يجعلهم يحرصون على انتمائهم وأصالتهم.
واحترام العلم والقيم وحقوق الإنسان والحوار، وحل المشكلات من خلال استخدام أساليب بعيدة عن القهر والالتزام والعنف.
3 -البعد عن التحريض وإثارة الفتن الدينية والعرقية.
4-مراعاة الأمانة وتحري الصدق والتثبت في نشر الأخبار ونقلها، وعدم نشر الشائعات وترويجها.
5 - حرمة التشهير وإشاعة الفاحشة.
6 - حرمة القذف، وعظم جريمة القذف عبر شبكات التواصل الاجتماعي لانتشارها على مساحة أكبر من الناس.
7 - حرمة نشر الأسرار، ويشمل خصوصيات الإنسان وعيوبه التي يكره أن يطلع عليها الناس.
8 - غض البصر عن ما لا يحل النظر إليه.
9 - مراعاة أدب الحوار مع الآخر وآداب النصح وفق الضوابط الشرعية.
10 - الحذر من استخدام شبكات ومواقع أهل الضلال والبدع والأهواء.
11 - استثمار الوقت في الأمور النافعة وعدم الإفراط في ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم أوقات خاصة للإفادة منها.
رابعا: يوصي المؤتمر بأهمية التأكيد على ضرورة توجيه ومراقبة الآباء لأبنائهم وإرشادهم وحمايتهم من سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
خامساً: يؤكد المشاركون في المؤتمر على أهمية التوافق بين الفقهاء والمفتين والباحثين المعاصرين على منهج علمي متوازن واضح المعالم في دراسة الوسائل وشبكات التواصل الاجتماعي؛ تجنباً لازدواج الفتوى، واختلاف الاجتهادات في معالجة هذه الوسائل.
سادساً: يوصي المشاركون في المؤتمر بتشكيل لجان من الجهات المختصة للقيام بالمراجعة الدورية للأنظمة والتشريعات القضائية في ضبط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي نظراً لكثرة مستجداتها وتنوعها وانتشارها واختلاف تأثيراتها.
سابعاً: يوصي المشاركون بضرورة تفعيل دور المؤسسات القضائية في ضبط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تشريع الأنظمة التي تحدد الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل بما يعود بالخير والصلاح على الفرد والأمة، وتعزيز الانتماء للإسلام والمجتمع.
ثامناً: يوصي المشاركون بضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الدولية المعنية لتبادل الأنظمة والتشريعات التي تحدد الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي بما يعود بالخير والصلاح على الفرد والأمة.
تاسعاً: يوصي المؤتمر المؤسسات التربوية والتعليمية والإعلامية ببذل المزيد من العناية بإعداد وبناء الكفاءات والكوادر البشرية المؤهلة وتقديم البرامج التأهيلية اللازمة للقيام بأدوارها الإعلامية والتربوية لتوجيه الشباب إلى الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي.
عاشراً: يوصي المشاركون بتعزيز ودعم المؤسسات الإعلامية الإسلامية للقيام بدورها في التوعية بالعقيدة الصحيحة والمنهج السليم لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية ووقاية أفراد المجتمع من الأفكار المنحرفة وسبل مواجهتها من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
حادي عشر: يوصي المؤتمر المؤسسات الفكرية، والثقافية، والتعليمية، بإقامة حملات توعية، ونشاطات تثقيفية، حيال التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي. ووضع استراتيجية إعلامية وقائية تستخدم كافة وسائل الإعلام من أجل التوعية بمفهوم الشائعات والظروف المرتبطة بنشأتها وتطورها والمخاطر والآثار الناجمة عنها, وكيفية تحليلها للكشف عما تتضمنه من أكاذيب ومغالطات.
ثاني عشر: يوصي المؤتمر المنظمات والهيئات الإسلامية بإنشاء شبكات اجتماعية لترسيخ القيم الإسلامية ونشر الوعي الوسَطي في مختلف أنشطة الشَّباب في المدارس والجامعات وفي الحياة اليوميَّة، وتكثيف الجهود حتى تكون الوسطيَّة وعيًا يوميًّا وممارسةً متواصلة وثقافة مجتمع.
ثالث عشر: يوصي المؤتمر وزارة الثقافة والإعلام السعودية بإنشاء مركز الكتروني متخصص وظيفته حصر الشائعات والشبهات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتي توجه ضد المملكة، ومن ثم القيام بالكشف عن مصادرها وملاحقتهم قضائياً.
رابع عشر: يوصي المشاركون بتكثيف المؤتمرات السنوية في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي العربية والإسلامية لتعزيز وتبادل الخبرات في مجالات توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الوسطية، وتعزيز الانتماء للإسلام والمجتمع، وتشجيع المشاركة فيها ومواجهة فكر التطرف والإرهاب.
خامس عشر: يشيد المشاركون في المؤتمر بالتجربة الرائدة للمملكة العربية السعودية في توظيف وسائل التواصل الاجتماعي لبيان الحق والرد على الشبهات وإبطالها من خلال خدمة: «المناصحة الإلكترونية» في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، الذي يُعنى بمناصحة المنحرفين فكرياً ورعاية وتأهيل المتراجعين عن الفكر الضال.
سادس عشر: يوصي المؤتمر بوضع ميثاق شرف أو مدونة سلوك بالإعلام الجديد، يحدد الضوابط الشرعية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.
سابع عشر: يوصي المؤتمر بإنشاء كرسي باسم صاحب السّموّ الملكيّ الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -، يعنى بوسائل التواصل الاجتماعي ودراساتها لتعزيز الايجابيات وتلافي السلبيات.
ثامن عشر: يوصي المشاركون في المؤتمر بأن تقوم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية من خلال (مركز الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للتدريب والتأهيل العلمي) بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بتدريب الدعاة والخطباء والأئمة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي واستثمارها في الدعوة والإرشاد.
تاسع عشر: يشيد المشاركون في المؤتمر بالتعاون البنّاء بين جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية والجامعة الإسلامية في عقد هذا المؤتمر الناجح. ويهيبون بالجائزة أن تتبنى ضمن موضوعاتها في الدورات القادمة محوراً يخصص للتوظيف الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاتها بما يعود بالنفع على المسلمين حاضرا ً ومستقبلاً.