د. ناهد باشطح
فاصلة:
((بعض الإشارات تسبق بعض الأحداث))
- حكمة لاتينية -
ماذا يعني أن يقول معالي وزير الثقافة والإعلام لنا أعضاء مجلس إدارة الصحافيين السعوديين في اجتماعه الأول في الدورة الرابعة بعد مضي اثني عشر عاماً على تأسيس الهيئة ((أنتم هيئة مستقلة ومؤسسة مدنية وعليكم ألا تسمحوا لأي ممارس للصحافة أن يمارسها إلا أن يكون عضواً في هيئة الصحافيين)).
هذا يعني أن الخطوة الأولى الصحيحة في أجندة الهيئة هي أن تؤسس ميثاق أخلاقيات المهنة وتسن معايير لبطاقة الصحفي وتصدرها، بحيث لا يمارس أحداً من أفراد المجتمع مهنة الصحافة بدون أحقيّة وهذا ما يعزز دور الصحافي في المجتمع ويحفظ له مكانة تليق بمهنة الصحافة.
على سبيل المثال في الجزائر لديهم بطاقة الصحفي المحترف وهي مرحلة متقدمة نأمل أن نصلها حيث لا يستحق البطاقة إلا من أمضى عشر سنوات في المجال الصحفي، بينما نحن هنا يستطيع أي شخص أن يمارس الصحافة دون رادع.
بطاقة الصحافة ليست مجرد بطاقة تضمن للصحفي بعض الامتيازات والخدمات، إنما هي التي يمكنها المحافظة على مهنية الصحفي ووثائقه ومصادره، وهذا يتطلب سن قانون لحماية الصحافيين ومصادرهم يمكن أن يكون ضمن السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية مثل:
نظام حقوق المؤلف، اللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني، اللائحة التنفيذية لنظام المؤسسات الصحفية نظام المؤسسات الصحفية، نظام المطبوعات والنشر، ومواد اللائحة التنفيذية لنظام المطبوعات والنشر.
وبالرغم من أن معالي الوزير كان مهتماً بإعطاء الصحافيين الامتيازات والخدمات إلا أنه كان شديد التأكيد على تنظيم المهنة وتنقيتها من الدخلاء.
الإشكالية إن هيئة الصحافيين على حد علمي وبحثي عبر شبكة الإنترنت لم توقع أية اتفاقيات أو معاهدات مهنية دولية على سبيل المثال لسنا أعضاء في الاتحاد الدولي للصحافيين الذي لديه بطاقة معترف بها حول العالم وهي البطاقة الصحفية الوحيدة المعترف بها من قبل الاتحادات الوطنية للصحفيين في 120 دولة حول العالم.
يمكن أن يكون الطريق صعبا أمام تنظيم مهنة الصحافة لكنه لم يعد خياراً بل هو الأداة الصحيحة لتنظيم مهنة خطيرة لا يمكن أن تمارس في هذا العصر دون أنظمة وقوانين.