علي الصحن
الأندية السعودية تدخل عالم الخصخصة، وما كان بالأمس همساً وترقباً أصبح اليوم واقعاً، وقراراً نافذاً ينتظر التفعيل، وينتظر تحول الأندية من الملكية الحكومية العامة إلى ملكية القطاع الخاص، والشارع الرياضي ينتظر بشغف إلى من ستؤول ملكية الأندية الكبرى بالذات... هل إلى واحد من كبار رجال الأعمال والداعمين؟ أم إلى تحالفات تجارية؟ أم أن كبار شرفيي كل ناد سيضنون بناديهم أن يذهب إلى حيث لا يعلمون ولا يكون لهم رأي ولا مشورة كالسابق فيتولون أمره ويعملون على تدبير أمر ملكيته، فيتحول أعضاء الشرف إلى ملاك وأعضاء في مجلس الإدارة في نهاية الأمر، وتتحول الإدارات بنظامها الحالي إلى إدارات تنفيذية فقط لما يرسمه مجلس الإدارة ويوجه بتنفيذه.
في زاوية أخرى يقف المشجع البسيط الذي لا يريد أن يشغل نفسه بأمر اقتصادي بحت تقاطع مع الرياضة، وهو يسمع أن ناديه الذي تولع به حيناً من عمره، وظل يتابعه ويسقي غراس حبه في قلبه، سيتحول إلى قطاع خاص، وربما تملكه وأداره من كان منافساً لدوداً بالأمس (!!)... هذا المشجع وإن توجس خيفة في بداية الأمر يريد فقط أن يستمر فريقه بطلاً منافساً حاضراً في كل الأحوال بغض النظر عن الطريق الموصل لذلك.
في أمر الخصخصة.. كما في كل أمر تجاري اقتصادي لا حديث فوق حسابات الربح والخسارة، وفي خصخصة الأندية لن تتغير روح التاجر وإن لبس شعاراً وقد طبع في قلبه حب آخر، فهي لن تفارق البحث عن أعلى ربح وأقل خسارة، وكما قال السابقون، فهذا تفكير التاجر في كل أحواله، لذا لا حديث هنا عن الميول والعشق والتمسك بالألوان، وهو وإن كان أمرا قد لا يمكن قبوله في البداية ولاسيما من المدرج الذي يرفض دخول أي منافس لناديه بغض النظر عن المبرر، إلا أنه سيصبح أمراً عادياً في قابل الأيام... وهنا لابد من الإشارة إلى كثيرين ينفرون من الجديد الحديث، لكنهم ما يلبثون أن يتمسكوا به بعد أن يعتادوا عليه ويعرفوا كل إيجابياته.
يسأل كثيرون عن الخصخصة، ولعل أسهل تعريف لها هو: (نقل النشاط أو تحويله من القطاع الحكومي العام إلى القطاع الخاص وذلك عن طريق بيع الأصول المملوكة للدولة - كلها أو نسبة معينة منها - للقطاع الخاص وفق سياسات وإجراءات معينة) والهدف من الخصخصة هو تخفيف العبء عن الإدارة العامة في إدارة بعض الأنشطة ودعمها، ورفع مستوى كفاءة إدارة الأموال وأهداف أخرى تتعلق برفع مستوى الخدمة وتحسين الجودة وتوسيع قاعدة الملكية والاستثمار لدى القطاع الخاص.
في قرار خصخصة الأندية السعودية لن تذهب الأهداف المباشرة بعيداً عن أهداف الخصخصة في إطارها الواسع، تريد الحكومة أن تحسن جودة وبيئة العمل في الأندية، ورفع كفاءتها وضمان تحقيقها نتائج مميزة في كل مشاركاتها، وتقديم نجوم مميزين في كافة الألعاب بما يضمن ظهوراً فاعلاً للمنتخبات الوطنية في مشاركاتها الدولية، واستقطاب شريحة واسعة لمتابعة الأندية، وتقديم كفاءات وطنية مؤهلة للعمل بها وإدارتها، خلق فرص عمل مناسبة بها، ضمان الحصول على أرباح مجزية للملاك، ودعم موارد الدولة المالية.
الخصخصة واقع في الأندية السعودية، وهو واقع جميل خاصة وأنه سيخرجها من ربقة سيطرة بعض الأشخاص عليها، واستمرارهم آمرين ناهين فيها... وذاك أمركفيل بتطويرها وتنويع آليات العمل فيها بكل تأكيد.
مراحل... مراحل
* ميزة الأمير عبدالله بن مساعد أنه يعرف ماذا يريد ويريد أن يطبق كل ما يعرف، ومن يقرأ كتابه (1000 ميل في خطوة واحدة) سيدرك أنه أمام رجل مختلف بفكره وأسلوبه وإصراره وطريقة تلمسه لدروب النجاح.
* كنت أتمنى من بعض البرامج الرياضية استضافة متخصصين في الاقتصاد للحديث عن الخصخصة وتوقعاتهم بشأنها، لكنها كالعادة استضافت انصاف المتعلمين فواصلوا التخبيص في الحديث عن التخصيص.
* إعلاميون لا يعرفون آلية حسم صدارة الدوري...كيف نطلب منهم الحديث في شأن الخصخصة؟
* الرئيس يقدم دروسه اليومية، ويسير من نجاح إلى نجاح... وجماعة المتعصبين (تحوس) في مكان أقدامها للبحث عن أي زلة له... فمتى يرعوون؟
* من برنامج مخترق إلى آخر موجه إلى ثالث يسير حسب مصالح المذيع... ماذا تتوقعون؟
* في الوقت الذي يقوم فيه المدرب العالمي دياز بتوجيه لاعبيه يقوم فهد المفرج بذلك أيضاً.. وكشفت الكاميرات ذلك في مباراة الرائد، فلمن يستمع اللاعبون لدياز أم للمدير؟
* من فشل في (شغله) هل نتوقع نجاحه في (اللي مو شغله)؟
* هل يعرف مدير الفريق الأولمبي أن تقديم ثلاثة لاعبين مميزين على الأقل كل موسم للفريق الأول أهم من الفوز بالبطولة والبحث عن الفلاشات؟