فهد بن جليد
هي حلم الفقراء في كل أرجاء المعمورة للوصول إلى الثراء، قاعدة لن يفهمها إلا من عرف أسرار نجوم يقبضون اليوم (ملايين الدولارات)، بعد أن شقوا طريقهم في لعبة كرة القدم من حواري الـ (فافيلا) البائسة والعشوائية إلى منصات التتويج وأضواء الشهرة، فلسفة تُفسر لك انخراط أطفال (الطبقات الكادحة والمعدمة) في دول مثل البرازيل، والأرجنتين وغيرهما لممارسة لعب (كرة القدم) حتى لو أدى ذلك لتركهم مقاعد الدراسة, بتشجيع من ذويهم -رغم الفقر والعوز- ليس حباً أو هواية أو هياماً (باللعبة)، بقدر ما هي محاولة للإمساك بخيط من خيوط الغنى والثراء في هذا العصر..!
لسنا في حاجة لسرد قصص أشهر نجوم كرة القدم الذين قدِموا من بيئات فقيرة، فالرياضة بصفة عامة أصبحت صناعة تجارية واستثمارية، ومهنة مرموقة، يُشار إلى صاحبها بالبنان، حتى في مجتمعاتنا العربية التي كانت ثقافتها، تتوجس خيفة من الأمر في عقود ماضية، وتعتبرها ضرباً من ضروب الفراغ المستوردة، وهو ما حدا بخطيب جمعة في دولة عربية لصعود المنبر وتخصيص خطبته عن كرة القدم، التي وصفها آنذاك (بملهاة الشعوب) وأعظم أدوات السيطرة والغزو الغربي لعقول العرب..!
لم تعد مثل هذه الأفكار مقبولة اليوم، مع تغير ثقافتنا الخليجية والمحلية تجاه الرياضة و(كرة القدم) تحديداً كونها إحدى مصادر الدخل العالي، فلو سألت أحدهم هل تريد أن يكون ابنك (لاعباً مشهوراً)؟ لفضل ذلك على أي وظيفة أخرى!
الجماهير السعودية تعشق (مجانية) العلاقة بينها وبين الرياضة فيما لا يتجاوز قيمة تذكرة دخول الملعب، لذا واجهت كل أفكار الاستثمار والتشفير السابقة (صعوبات) ومُمانعة شبابية، حتى وصلنا لصيغة المشاهدة المقبولة حالياً!
قرار تخصيص الأندية السعودية، قرار تاريخي من قيادتنا الحكيمة وهو نقلة (نوعية وحضارية) لكل مفاصل الرياضة في بلادنا، وسيساهم كثيراً في تطوير أنديتنا ومقارها ودورها في المجتمع، وحل مشاكلها وزيادة الاحترافية في عملها، فالشباب السعودي يستحق الكثير، لتعود (أندية بلاده) لقيادة الرياضة في المنطقة..
نجاح الخطوة مرهون (بكيفية التطبيق) على الأرض، وهل دخول المال للجانب (الرياضي) فقط في أنديتنا؟ مع غموض مصير الشقين (الثقافي والاجتماعي) في المعادلة.
لنتذكر أن مشاهير اللعبة في العالم، عادوا لتنمية قراهم وأحيائهم التي خرجوا منها، مما يثبت أن في الرياضة أيضاً ما هو (تنمية للشعوب).
وعلى دروب الخير نلتقي.