تعد الزيارة الميمونة القادمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- للمنطقة الشرقية تجسيداً للأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الجزء الغالي من الوطن لدى القيادة الرشيدة.
لقد كانت المنطقة الشرقية منذ توحيد هذه البلاد أرضاً للخير، حيث انطلقت منها النهضة الصناعية التي وصلت إلى كل مناطق المملكة، وقد حظيت هذه المنطقة منذ عهد المؤسس برعاية واهتمام قادة هذه البلاد، وشهدت خلال السنوات الأخيرة إنجازات تنموية غير مسبوقة بفضل الله ثم بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد وجهود سمو أمير المنطقة الشرقية - حفظهم الله - في دفع خطط التنمية في المنطقة نحو غاياتها المثلى التي وضعتها القيادة الرشيدة.
إلا أن لهذه الزيارة الميمونة أهمية خاصة وتشكّل بشرى خير للمنطقة وأهلها، حيث سيدشن - حفظه الله - العديد من المشاريع الحكومية الضخمة، إضافة إلى مركز الملك عبد العزيز الثقافي الذي يعد مصدر إشعاع ثقافي وحضاري ضخم لأهالي المنطقة خصوصاً وللمواطني المملكة عموماً، ويواكب افتتاح هذا المركز اهتمام القيادة بالثقافة والتنوع المعرفي وترسيخ مكانة المملكة في المشهد الدولي، والتي تعد عناصر أساسية في رؤية المملكة 2030. كما سيدشن - حفظه الله - عدداً من المشاريع التنموية والصناعية الكبرى في كل من الظهران والأحساء والجبيل ورأس الخير، والتي ستسهم بإذن الله في دفع عجلة التنمية قدماً وترسخ الخطى لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 .
وستحظى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تحديداً، باعتبارها إحدى ثمار النهضة التعليمية المباركة في بلادنا وفي الوقت ذاته أحد معالم التطور الحضاري في المنطقة الشرقية، بشرف تدشينه - حفظه الله - لمشاريع المرحلة الثانية من تطوير المدينة الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي تضمنت مشاريع المرافق الأكاديمية والسكنية والمساندة بتكلفة إجمالية للمشاريع بلغت 2.7 مليار ريال.
وقد تمكنت الجامعة بتوفيق من الله، ثم بدعم سخيّ وتوجيه دائم من الحكومة الرشيدة من استكمال تطوير البنية الأساسية والمرافق الحيوية المساندة بتنفيذ حزمة من المشاريع التي تساعدها على التميّز والمنافسة العالمية، بما يواكب النهضة التعليمية الشاملة التي تعيشها المملكة، ويتوافق مع رؤية المملكة 2030.
وتضمنت هذه المشاريع الإنشائية التي اكتملت وتم استلامها مؤخراً مشاريع المدينة الأكاديمية، حيث أتمت الجامعة تنفيذ مبان أكاديمية للكليات والعمادات المساندة ومنشآت خدمية جديدة لدعم وتعزيز العملية التعليمية والبحثية في الجامعة.
واستكملت الجامعة المدينة السكنية لهيئة التدريس ببناء 390 فيلا ووحدة سكنية وإنشاء المركز الاجتماعي والترفيهي لتوفير البيئة الجامعية المناسبة لهم ولأسرهم وزيادة عطائهم ونتاجهم العلمي.
كما انتهت الجامعة من استكمال بناء المدينة السكنية للطلاب، المتكاملة في مكوّناتها الأساسية ومرافقها الخدمية، والتي تم تنفيذها على خمس مراحل لتهيئة بيئة طلابية تحفزهم على التعلم والتفوق.
كما نفذت الجامعة عدداً من مشاريع المرافق الخدمية المساندة والمباني الإدارية والتي تكمل البنية الأساسية للمدينة الجامعية.
إن تكرّم خادم الحرمين بتدشين هذه المشاريع يعد تكريماً للجامعة وإدارتها ومنسوبيها، من أساتذة وموظفين وطلاب، وصفحة مشرقة في تاريخها الحافل ومصدر فخر واعتزاز جميع منسوبيها واستنهاضاً لهم نحو مزيد من الإنجاز في خدمة هذا الصرح العلمي، وتجسيداً لما يوليه - حفظه الله - لقطاع التعليم من عظيم الرعاية والاهتمام، وحافزاً لنا لبذل كل ما من شأنه عزة ورفعة وطننا الكريم في ظل القيادة الرشيدة.
وفي الختام أدعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وعزها في ظل القيادة الحكيمة لحكومتنا الرشيدة.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
د. خالد بن صالح السلطان - مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن