خالد بن حمد المالك
تميّز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مدى عقود من الزمن بقربه من المواطنين، فهو إما زائر لمريض، أو مواسٍ لأُسرة في فقيد لها، أو مهنئ لمواطن في مناسبة تتسم بالفرح، فظل اسم الملك الإنسان بأبوّته وحدبه مرافقاً لمسيرته الإنسانية والعملية أميراً ثم ملكاً.
* *
فهو ملم ويعرف كل التفاصيل عن القبائل والأُسر وحتى الأفراد في ظاهرة لا تجد أنّ أحداً مثله يمكن أن يحيط بكل هذه التفاصيل عن الناس، وأن يتحدث بها وعنها بهذه السلاسة والدقة وباهتمام غير عادي بالتاريخ، وكل هذا يعود إلى حرصه في التواصل مع مواطنيه.
* *
وبعد أيام، إذ يزور خادم الحرمين الشريفين المنطقة الشرقية في جولة تفقدية، ليفتتح عدداً من المشروعات، فهو بذلك إنما يسير على خطى والده وإخوانه ملوك المملكة، بوقوفه على أحوال المواطنين، والتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم، وتدشين عدد من المشروعات التي أقيمت لخدمتهم، وذات الصلة باستمرار تطور المملكة.
* *
الزيارات الملكية والتي اقترنت مع حقبة المسؤولية التي تحمّلها كل ملك، هي جزءٌ من برنامج ومنهجية عمل الملوك، وهي القاعدة الأساس التي أوصلت محبة المواطنين لقياداتهم، فالمواطن في قلب كل ملك، وفي عين كل مسؤول بهذا الحجم، وهذه المشروعات التي سيدشنها الملك سلمان هي من أجل هذا الوطن، وتأتي تعزيزاً لخدمة المواطن.
* *
ومواطنو المنطقة الشرقية، بمدنها وقراها، كانت منذ مبايعة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة، وهي تترقب إطلالة الملك، وتنتظر زيارته للمنطقة (الذهبية) من مناطق المملكة، وتتطلع إلى الإعلان عن هذه المشروعات العملاقة التي ستكون هدية خادم الحرمين الشريفين للمواطنين.
* *
وعن أهمية الزيارة فأنا أنظر إليها شخصياً على أنها سوف تفتح الأبواب من جديد ليعبِّر المواطنون عن حبهم وولائهم للملك القائد، وبالمثل هي مناسبة ليكون سلمان، بصوته وابتسامته، وطلعته، بين شعبه مواطناً من الدرجة الأولى وبامتياز - كما عهدناه دائماً - في تعامله الإنساني المعتاد مع شعبه، حيث التواضع واحترام الناس بما يستحقون.
* *
إذاً ، من الطبيعي أن يعبِّر المواطنون عن فرحهم بمقدم الملك، وأن يأخذ هذا التعبير أكثر من مظهر، وأكثر من صفة، فالقادم إلى هذا الجزء الغالي من الوطن الكبير، هو سلمان بن عبدالعزيز بأبوّته وتاريخه وعطاءاته على امتداد مسيرة عمله أميراً كان أو ملكاً.
* *
ومثل هذه الزيارة تكتسب أهميتها من كونها زيارة عمل، وجولة من جولات الملك التفقدية لمواطنيه، وتأكيداً من ملكها على أنّ المملكة ماضية في برامجها التنموية، باقتصاد قوي، وعلاقات دولية متميزة، ورؤية وتحوُّل وطني يسير بوتيرة سريعة في التنفيذ الناجح للخطط المرسومة والأهداف المتفق عليها.
* *
أجل، لننتظر ما الذي سيفعله خادم الحرمين الشريفين في زيارته التفقدية لهذا الجزء الغالي من الوطن، خلال لقاءاته بالمواطنين، وعن المشروعات التي سيطلقها ويدشنها في هذه الزيارة، لتكون هديته للمواطنين، وعن المستقبل وما سيتم فيه من تواصل واستمرارية في إنجاز المزيد مما يتطلع إليه شعب المملكة العربية السعودية.