«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ملايين من المواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين يترددون طوال العام خلال العمرة أو خلال الأيام العادية على الحرمين الشريفين.. خلال موسم الحج أو العمرة أو من خلال التردد على الجوامع والمساجد في بلادنا.. أو حتى في الدول العربية والإسلامية الأخرى لتأدية الصلاة.. وعديد من مساجد الله بدءًا بالحرمين الشريفين والجوامع والمساجد في بلادنا وغيرها. تزدان بجماليات الحرف العربي والزخرفة الإسلامية التي أبدع وتفنن في كتابتها ورسمها الفنان المسلم أو حتى الحرفيين المهرة.
هذه الخطوط والحروف العربية التي باتت تشكل ثروة لا تقدر بمال لما تشتمل عليه من جماليات وروحانيات لا حدود لها وبالتالي تجدها تؤثر كثيرًا على من يشاهدها.
وتضيف لروحانية وقدسية الجوامع والمساجد عظمة على عظمة.. ولقد انتشرت الحروف العربية والزخرفة والنقش الإسلامي والمجرد ومنذ بدء العمارة للجوامع والمساجد مع انتشار الإسلام. في مختلف دول العالم وعلى الأخص الدول العربية والإسلامية حيث نجد اهتمامًا كبيرًا بجماليات الخط العربي والزخرفة في جوانب عديدة من البناء الداخلي للجوامع والمساجد وحتى بات يوظف في الجدران الخارجية وعلى القباب والمآذن من الداخل والخارج.
وهذا يعكس بصورة دقيقة الاهتمام الكبير بها.. وكم هو جميل أن برى الإنسان المسلم كيف يسعى الآلاف من زوار الجوامع والمساجد الإسلامية في مدن الأندلس غرناطة وأشبيلية حيث توج آثارنا الإسلامية من جوامع ومساجد ومبانٍ ومكتبات تفخر بوجود المعمار العربي والإسلامي فيها وهو يشمخ ويسمو حتى اليوم بإبداع البناء والفنان والخطاط والحرفي العربي سواء أكان في مجال البناء والمعمار أو من خلال ما تركه على جدرانها من خطوط ثرية وزخارف مدهشة تتوزع في كل مكان على الجدران والأسقف والقباب وحتى على الأبواب والنوافذ.. لذلك تعد مقصدًا مهما لزوار الأندلس عشاق التاريخ والفنون الإسلامية التي يأتون إليها من مختلف دول العالم ليستمتعوا بمشاهدة الآثار العربية والإسلامية الخالدة التي تتوارث جيلاً بعد جيل.
وكم هو جميل أن نجد وفي عصرنا الحالي عودة محمودة في توظيف هذا الجمال في جوامعنا ومساجدنا لتظل بيوت الله مشرقة بالإيمان والإسلام وجماليات الفن الإسلامي سواء أكان في التصميم أم البناء أو من خلال الزخرفة والديكور.. ولا شك أن ما يشاهد في هذه الجوامع وتلك المساجد التي تنتشر في كل مدينة في عالمنا العربي والإسلامي، بل وحتى من خلال المراكز والمساجد الإسلامية في دول العالم.
بعضها يحمل الكثير من التكوينات الجميلة لفن الحروفيات التي تمثل في مجمل شكلها العام فنًا رائعًا بات يشار له بالبنان.. أثار دهشة الإنسان المسلم بما يتضمنه من إبداع وروحانية ودهشة.. بتناغم مع روحانية المسجد والصلاة والعبادة.. لغد بات الفن الإسلامي من خطوط وحروف وزخارف فنًا مطلوبًا ليس في دور العبادة فحسب وإنما راح البعض يرسمونه وينحتونه داخل قصورهم ومبانيهم.
فأنت تشاهد في بعض القصور والبيوت لوحات محفورة بالجبس أو الأسمنت الأبيض أو محفورة على الرخام تحمل آيات قرآنية كريمة وأدعية مكتوبة بخطوط عربية قديمة وحتى حديثة، بل باتت اللوحات الإسلامية في السنوات الأخيرة مطلوبة على مستوى العالم.
وباتت اللوحات والزخارف العربية والإسلامية في متاحف العالم الشهيرة. تجدها في اللوفر بفرنسا أو متروبليتان بنيويورك أو متاحف إسبانيا.. ومتاحف أخرى عامة وخصوصًا في دول العالم.. وهكذا نجد أن الاهتمام بجماليات الحروف العربية أصبح ظاهرة عالمية يسعى الجميع إلى تنميتها وتطويرها ونشرها ليتجدد هذا الفن مدى الحياة..؟!