الجزيرة - عبد الرحمن المصيبيح / تصوير - مترك الدوسري:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - نظم معهد الإدارة العامة أمس مؤتمر « التنمية الإدارية في ظل التحديات الاقتصادية»، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيَّام، وذلك في مركز الملك سلمان للمؤتمرات بمقر المعهد بالرياض.
وبدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي مدير المعهد الدكتور مشبب بن عايض القحطاني كلمة رفع خلالها شكره لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ، على رعايته المؤتمر، مؤكِّداً أن هذه الرعاية تأتي لتعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به المعهد من قبل القيادة الرشيدة.
وقال معاليه : « لقد أطلقت حكومة خادم الحرمين الشريفين (رؤية المملكة 2030) التي تمثل بوابة عبور الوطن نحو المستقبل، لتنقل المملكة - بإذن الله تعالى - إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً اقتصادياً وتنموياً وحضارياً، متجاوزة في ذلك جميع التحديات التي يمكن أن تواجهها خلال المرحلة القادمة، حيث أولت الرؤية عناية خاصة بتنمية الموارد البشرية - بوصفها المحرك الرئيس لعجلة النمو في أي اقتصاد - وتحسين الإنتاجية، ورفع كفاءة الأداء وحوكمته إلى جانب اهتمامها بمجتمع المعلومات والتقنية الحديثة والحكومة الإلكترونية، كأحد مكامن القوة في المجتمعات المتقدمة، التي ستسهم في رسم ملامح التنمية الشاملة في المملكة بشكل عام، والتنمية الإدارية بشكل خاص».
وأوضح أن معهد الإدارة العامة انطلاقاً من دوره كرائد وشريك متميز في التنمية الإدارية في المملكة، نظم المعهد مؤتمر «التنمية الإدارية في ظل التحديات الاقتصادية» في إطار جهوده للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهم قضايا التنمية الإدارية في ظل ما تشهده المملكة من حراك ثقافي ومعرفي، والجهود التي تبذلها الدولة في تبنيها لسياسة الكفاءة في الإنفاق العام، وتعزيز كفاءة وفاعلية أداء الجهاز الإداري، والاستخدام الأمثل للموارد، لتجاوز التحديات الحالية والمستقبلية، وتحقيق تنمية شاملة، ومستدامة تضمن الرفاهية للمواطنين.
وأفاد بأن المؤتمر يشارك فيه نخبة مميزة من المتحدثين، والخبراء، وصناع القرار المحليين والدوليين، والباحثين والممارسين في مجال التنمية الإدارية، في القطاعين العام والخاص، مما ينعكس جليّاً على مضامين المؤتمر، وتنوع وثراء فعالياته، التي احتوت على جلسات لمتحدثين رئيسيين بارزين، من جهات محلية ودولية متخصصة، وجلسات لعرض الأوراق العلمية، بالإضافة إلى حلقات نقاش ثرية، وورش عمل متخصصة يشارك في تنفيذها خبراء ومسؤولون بارزون في موضوع المؤتمر، إلى جانب عرض تجارب عالمية من كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وفرنسا، وماليزيا، ونيوزيلاندا.
بعدها ألقى معالي وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة الاستاذ خالد بن عبد الله العرج كلمة عبر فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لرعايته المؤتمر ودعمه المستمر لمعهد الإدارة العامة، عاداً هذا الدعم تشريفاً للمعهد بجميع منسوبيه ومسؤوليه، ودعماً للفكر الإداري ونشاطاته العلمية والبحثية، لبناء أجيال متمكنة وقادرة على العطاء والإبداع، والإسهام في قيادة مختلف نشاطات التنمية.وقال معاليه: «لقد سخر الله - عز وجل - لهذه البلاد المباركة على مر التاريخ، قيادات حكيمة، جعلت من المملكة العربية السعودية، منارة حق وخير وعدل للجميع، ولقد جعلت هذه الدولة الكريمة - أيدها الله - ، بناء الإِنسان السعودي في مقدمة اهتماماتها، ومن تنميته ونماء وطنه، أهدافاً إِنسانية نبيلة، وخططاً حضارية، تسعى إلى تحقيقها بكل أمانة واقتدار.
وعدَّ العرج حكومة خادم الحرمين الشريفين نبراساً وطنياً يحتذى في الصدق وعلو الهمة، والريادة في القيادة، ووضوح الرؤية، حيث تعيش بلادنا الحبيبة تحولاً تاريخياً من خلال رؤية المملكة2030م وما يتخللها من برامج ومبادرات للتحول الوطني 2020م بهدف بناء اقتصاد وطني متين، لتنمية الموارد البشرية، ورفع كفاءة الأداء وحوكمته وفق منظومة معاصرة تتسم بالشفافية والعدالة، وترسيخ القيم والمبادئ وتحديد المسؤوليات وحفظ الحقوق، مما يعكس واقعاً إيجابياً للتنمية لبناء اقتصاد يعتمد على تعزيز التنافسية وتنويع دعائم الاقتصاد الوطني ويُمهد طريقا نحو الريادة العالمية، بمشيئة الله تعالى.
وتابع معاليه قائلاً: «امتداداً لرؤية المملكة 2030 المتفردة، تأتي رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيَّده الله - لهذا المؤتمر الذي ينظمه معهد الإدارة العامة تحت عنوان «التنمية الإدارية في ظل التحديات الاقتصادية»، إسهامًا منه في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تتواكب مع تطلعات القيادة الرشيدة؛ حيث يسلط المؤتمرُ الضوء على التنمية الإدارية وأهميتها في تحقيق وإنجاز الخطط الاستراتيجية التنموية بكفاءة وفاعلية عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد الاقتصادية والبشرية».
عقب ذلك ألقى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور بسام بن عبد الله البسام كلمة أوضح فيها أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت مهم يتطلب تبني طرق وأساليب إدارية حديثة تتميز بالكفاءة والفاعلية وتسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتسهم في تعزيز جودة العمل الحكومي وتدعم التنمية الإدارية والاقتصادية، معرباً عن أمله من انعقاد هذا المؤتمر والنتائج والتوصيات المبنية على المشاركات العلمية فيه أن تشكل نقلة حضارية كبيرة تنعكس - بمشيئة الله - على تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة في جميع المجالات الإدارية والبشرية والاقتصادية في المملكة.
وبيَّن الدكتور البسام أن المؤتمر اعتمد خمسة محاور رئيسية وهي: الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودورها في التنمية الإدارية، والموارد البشرية والتنمية الإدارية، والحوكمة في القطاعين العام والخاص ودورها في التنمية الإدارية، والاقتصاد المعرفي والتنمية الإدارية، بالإضافة إلى استعراض أبرز التجارب والممارسات الإقليمية والدولية المتميزة في مجال التنمية الإدارية.
وأشار إلى أنه تم دعوة باحثين ومختصين للمشاركة في المؤتمر، حيث تلقت اللجنة العلمية للمؤتمر أكثر من 200 مشاركة في محاور وموضوعات المؤتمر؛ وتم إخضاع المشاركات لمعايير التقييم العلمية لضمان جودة المخرجات، والإسهامات العلمية والعملية (التطبيقية) في تحقيق أهداف المؤتمر والتنمية الإدارية في المملكة.
وأضاف: سعياً للاستفادة من التجارب الدولية الناجحة والمتميزة، تم استقطاب نخبة من الخبراء الأجانب المتخصّصين في التنمية الإدارية والشؤون الاقتصادية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم العملية في مجالات الشراكة بين القطاعين العام والخاص والحوكمة والاقتصاد المعرفي، من دول مثل أمريكا ونيوزيلاندا وماليزيا، بالإضافة إلى مختصين من منظمات دولية مثل البنك الدولي والمدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا، مبيناً أن عقد ورش عمل في موضوعات الاقتصاد المعرفي والحوكمة في القطاع العام، كجزء من فعاليات المؤتمر يسهم في تعزيز الفائدة العملية (التطبيقية) لمخرجاته.
وفي ختام الحفل كرّم معالي وزير الخدمة المدنية رئيس مجلس إدارة معهد الإدارة العامة كل من أسهم في هذا المؤتمر والرعاة.