سعد الدوسري
اختارت المغنية الأمريكية «الليدي غاغا» أن تكون رسالتها الأولى للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن الطالب السعودي المبتعث حسين النهدي رحمه الله، والذي لقي مصرعه، بعد اعتداء غادر من قبل مجهول، في مدينة مينوموني بولاية ويسكونسن الأمريكية. وقالت «غاغا» في رسالتها القصيرة، عبر حسابها على تويتر، والذي يتابعه 70 مليونا:
- أريد أن أنشر رسالة المودة داخل البلاد. قل للأمريكيين إنك لن تتسامح مع هذا الفعل. الطلبة المبتعثون بحاجة إلى طمأنتك».
إنها لفتة مدهشة، بلا شك، من المغنية الأكثر شهرة في العالم. وستكون هذه الرسالة التي لا تزيد عن 140 حرفاً، أكثر تأثيراً من كل المشاريع الإعلامية التي كان من الممكن أن تُنظم، بهدف إيصال هذا المحتوى للرئيس الأمريكي القادم. والغريب أن معظم كتابنا وإعلاميينا ودعاتنا، لم تحرك فيهم هذه الجريمة شعرة، ولو كان المقتول مثقفاً أوروبياً أو مسؤولاً تركياً، لقامت قيامتهم ولم تقعد، لكن هذا المبتعث المسكين، والذي قد يكون مقتله، بداية لمسلسل تصفيات عنصرية، لا يهمهم في شيء، ولن يجلب لهم، إن هم تعاطفوا مع أسرته، أية إثارة في وسائل التواصل الاجتماعي.
لقد انحازت هواجس معظم مستخدمي الإعلام الجديد إلى الجانب الشخصي، ولم تعد قضايا الشأن العام مغرية لهم. وكرّس هذا الاتجاه بعض النماذج التي صارت تتاجر بحساباتها، وتعتبرها وسيلة وحيدة للشهرة ولجني المال.