جاسر عبدالعزيز الجاسر
كدأبهم في عدم الوفاء والالتزام بما يعقدونه من اتفاقيات، خرق الانقلابيون في اليمن الهدنة الجديدة التي حُدِّد لها ثمان وأربعون ساعة قابلة للتجديد، إن التزم بها الطرفان.
الانقلابيون، وكالعادة لم يمهلوا عقارب الساعة، بل سابقوا عقارب الدقائق، فبعد دقائق قليلة لم تتجاوز الـ15 دقيقة خرق الحوثيون وحلفاؤهم من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الهدنة، حتى بلغت قبل أن تمر أربع وعشرون ساعة 155 خرقاً داخل الأراضي اليمنية، وبالذات في اعتداءات متواصلة على أحياء مدينة تعز و30 خرقاً على الحدود السعودية مع اليمن.
استمراء الانقلابيين خرق اتفاقيات الهدنة ليس بالأمر الغريب، بل الغريب أن يصاحب أي هدنة يعقدها الحوثيون وفلول علي صالح أي التزام، ورغم أن الذين يمارسون ضغوطاً على الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي وعلى رأسهم إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، وهو ما جعل الرئيس هادي يطلب من قوات التحالف العربي وقف عملياتها لمدة ثمان وأربعين ساعة، استجابة لطلب الهدنة الذي تريده واشنطن، والتي تحاول أن يكون مدخلاً لترتيبات وقف إطلاق النار في اليمن.
ولكن الخرق المستمر للانقلابيين سيكون حافزاً للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي لإقناع الأمريكيين باستحالة صمود أي وقف إطلاق نار أو استمرار أي هدنة في اليمن، عسى أن يقتنع الأمريكيون ويوقفوا محاولاتهم ضخ الدعم لشرايين الانقلابيين بعد قرب انهيارهم، وهو ما تقوم به الإدارة الأمريكية عبر وزير خارجيتها كيري ورسلها السريون الذين يسارعون دائماً عندما يوشك الانقلابيون على الانهيار، يتوجه كيري أو رسل أوباما السريون إلى مسقط، محطة التفاهمات المريبة التي يعقدها الأمريكيون مع الانقلابيين، ومع أن المخطط الإقليمي والأمريكي أصبح مكشوفاً، فبعد كل هدنة أو اتفاق وقف إطلاق النار يفتح باب إرسال الأسلحة للانقلابيين ليستردوا بعض المواقع التي خسروها لصالح الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية، إلا أن جهود أمريكا وإيران عبر قناة مسقط مستمرة رغم تنصل الانقلابيين وخرقهم لأكثر من أحد عشر اتفاقاً استغله الانقلابيون للتزود بأسلحة من ملالي إيران، وهو ما أطال حرب تدمير اليمن وقتل أبنائها، وبتواطؤ إيراني أمريكي مكشوف.