د. وليد بن محمد الصمعاني
إن شعباً حباه الله تعالى وطناً آمناً، وشرفه بوجود الحرمين الشريفين على أرضه، وأنعم عليه بقائد فذٍ مخلصٍ يبذل وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، حفظهم الله، النفس والنفيس، في سبيل توفير الأمن والأمان والرخاء، لأبناء هذا الوطن، لا يسعه إلا أن يلتف حول قادته، مجسدين صورة رائعة يحتذى بها، لشعب قرر أن يعمل من أجل وطنه ومليكه، بقلب واحد ويد واحدة ليبني وطناً عصياً على دعاة الفتن والإرهاب.
دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، على أن ترسم لنفسها طريقاً مستقيماً لا تحيد عنه أبداً، دستورها كتاب الله، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما جعل منهجها واضحاً لا لبس فيها، حيث أخذت على عاتقها مسؤولية نشر وتعريف العالم بسماحة الإسلام ونبذ العنف.
ولا ينكر منصفٌ جهود المملكة وقادتها، منذ تأسيسها وحتى اليوم في محاربة الإرهاب داخلياً وخارجياً، ودعم كل الجهود والقرارات الدولية في التصدي له.
إن منابرنا تصدح في كل زمان ومكان بدعوة السلام والتسامح، ونبذ العنف والإرهاب، تُسمع من كان حياً، ومناقبنا في دعم كل الجهود الرامية إلى التصدي للإرهاب يعرفها كل منقب عن الحقيقة، فقد كنا ومازلنا سباقين إلى دعوة المجتمع الدولي من أجل التصدي لذلك الخطر الداهم، وتوحيد الجهود من أجل استئصال شأفته، وإطفاء جذوته، يشهد لذلك عدد من التنظيمات التي سنتها أو صادقت عليها لأجل مكافحة الإرهاب وتمويله، ومحاربة التنظيمات والجماعات الإرهابية التي استهدفت أمن المملكة.
ومن صور تلك المواقف غير المسؤولة ذلك المقترح بإصدار قانون أمريكي عرف بـ «جاستا»، وأقل ما يوصف به أنه سقطة قانونية كبيرة، خرج عن كل الأعراف الدولية، ضارباً بمبادئ القانون الدولي وأساسياته البديهية عرض الحائط، مفترضاً أن القضاء الأمريكي مركز التحاكم في العالم؛ حين سمح لأهالي ضحايا العمليات الإرهابية بمقاضاة الدول، فاتحاً الباب أمام الجميع لسن مثل تلك القوانين والأنظمة المماثلة.
وفي وسط كل هذا اللغط العالمي والإقليمي، والاضطرابات التي نالت من دول الجوار، وما نعيشه نحن في أمن وأمان، ورغد من العيش، نرفع من أجله يد الضراعة إلى الله تعالى أن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين، وأن يوفق قادتنا، الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظهم الله، إلى ما يحبه ويرضاه، معاهدين الله جميعاً، نحن أبناء هذا الوطن على أن نقف خلف قادتنا، دعماً لقراراتهم وجهودهم في سبيل الحفاظ عليه وتنميته.