منطق متناقض ومفارقة عجيبة في اتهام من يحارب الإرهاب بالإرهاب!!. إن كل منصف وقارئ للأحداث بعناية يرى من دون أدنى عناء الجهود الجبارة والتضحيات الجسيمة التي قدمتها وتقدمها المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب داخلياً وخارجياً وعلى كل المستويات الأمنية والفكرية. لقد أضحت تجربة المملكة في التعامل مع ظاهرة الإرهاب نموذجاً متفرداً من خلال النجاحات المتواصلة في ضرب مفاصل الإرهاب من خلال الإنجازات الأمنية التي سطرها رجال الأمن في إحباط الكثير من المخططات الإرهابية قبل وقوعها. وكذلك من خلال القبض على عدد من الخلايا، ما جعل جهود المملكة في هذا الصدد محل تقدير العديد من دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها؛ حيث أشاد الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في خطاب ألقاه أمام مؤتمر جمعية رؤساء تحرير الصحف الأمريكية بدور المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب، وقال: إن الإرهابيين ارتكبوا خطأً تكتيكياً في تقديري حين هاجموا المملكة وهم يدركون الآن نتائج ذلك.
ولم يكن آخر تلك الجهود تقدم المملكة بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو لتشكيل فريق عمل لدراسة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وقد تأسس ذلك المركز بدعم مالي مقدم من المملكة فاق 100 مليون دولار.
وفي سابقة خطيرة وانتكاسة في جهود مكافحة الإرهاب أقرت المحاكم الأمريكية ما سمي بقانون (جاستا) الذي يشرع لفوضى قانونية ويفتح أبواباً من التعدي على سيادة الدول المحمية بموجب كافة القوانين الدولية وشرائع الأمم المتحدة. وإن من أشد الأضرار جسامة المترتبة على تطبيق القانون المذكور هي الأضرار الاقتصادية العالمية والمخاطر الأمنية جراء خرق الولايات المتحدة الأميركية لاتفاقيات التحالف الدولي ضد الإرهاب والمبرمة بينها وبين الدول الحليفة الأمر الذي سيؤثر سلباً على العلاقات والجهود الدولية لمكافحته مما يؤدي لانتشاره في كل دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية. كما سيؤدي تطبيق القانون المذكور إلى انتهاك الأعراف الدبلوماسية بين الدول وشيوع ظاهرة التعامل بالمثل، والتي ستكون الولايات المتحدة المتضرر الأول منها. وفي هذا المقام نتطلع إلى أن يراجع قانون جاستا لما يترتب عليه من إخلالات قانونية وسياسية تتصل بمبدأ سيادة الدول، معربين عن وقوفنا التام وتأييدنا لولاة أمرنا وحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد. سائلين الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار.
الدكتور صالح بن ناصر آل فرحان - رئيس مجلس إدارة شركة سنابل السلام للصناعات الغذائية