محمد البكر
مشكلة بعض المغفلين ممن يهاجمون الأمير عبد الله بن مساعد، أنهم لا يعرفون طبع هذا الرجل العنيد، ولا يقدرون سرعته وقوة شخصيته. هم يريدون حصره في هلاليته، وهو يرى أن يعبر بهم وبرياضة الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة رياضياً واحترافياً. هم يعتقدون أن حشد البرامج الرياضية في تلك القنوات الموجهة، وتوحيد لغة الخطاب في مقالات بعض من ابتلي بهم الوسط الرياضي لمهاجمة هذا القيادي العنيد، ستكون كافية لإسقاطه وإبعاده عن كرسي لم ينله إلا بعد أن نال ثقة قادة هذا الوطن.
ما يتعرض له الأمير عبد الله وإن كان في ظاهره موجهاً لشخصه، إلا أنه في جوهره موجهاً ضد كل من يريد القضاء على دكاكين الفضاء التي استغلت أسوأ استغلال. هذه الدكاكين لن تجد زبائن لها متى ما تحولت الأندية إلى قطاع خاص، لتصبح كأي مشروعات تجارية لها إداراتها المحترفة، وحساباتها المختلفة، وأهدافها البينة.
لكم أن تتصوروا حجم الغباء والهراء فيما تم طرحه في الأسبوعين الماضيين، فبينما يخرج الأمير من اجتماع مهم مع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة الداعم الرئيسي للشباب السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد الذي دعم تطلعات سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة وأوصى بقرارين هامين أولهما تشكيل لجنة إشرافية برئاسة الأمير عبد الله بن مساعد لمشروع خصخصة أندية الدرجة الممتازة والرفع بذلك لمقام مجلس الوزراء، وثانيهما إنشاء صندوق تنمية الرياضة ليحقق أهدافه الستة. أقول بينما هو يحصل على دعم كبير من سمو ولي ولي العهد، تخرج علينا شلة «حسب الله» عبر برامج ومقالات موجهة، كلها ردح وصراخ وتهريج حول موضوع التوثيق الذي لم يكن إلا تحصيلا لما هو حاصل بالفعل.
مشروع خصخصة الأندية الممتازة، ومشروع صندوق تنمية الرياضة، يعتبران قفزة كبيرة ونوعية لرياضتنا السعودية. وكان الأجدى والأهم أن يحظيا بكل المساحات الفضائية «المرئية والمسموعة» والورقية والرقمية، لأنهما مشروعان استراتيجيان، وأن تجاهلهما بهذه الطريقة والتركيز على موضوع عابر، إما أن يكون لجهل منهم، أو لأنه أكبر من تفكيرهم.
عبد الله بن مساعد يحترم الجميع ويقدرهم، ويعمل بصمت، ويخطط لما هو أبعد من توثيق أو تنظيم بطولة أو تفضيل ناد على ناد آخر. ولأنه كذلك فالأمل أن يتابع سيره للأمام ولا يلتفت لمن يريد عرقلته، وأن يحافظ على سرعته وجديته ومثابرته، فالرياضة السعودية أمام تحول كبير بدعم من أهم المجالس الوطنية وهو مجلس الشؤون الاقتصادية، وبمباركة كبيرة من سمو ولي ولي العهد مهندس رؤية المملكة 2030 ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية.
كم تمنيت على تلك البرامج التلفزيونية أو الإذاعية، ولو ليوم واحد تغيير ضيوفها واستبدالهم بخبراء الاقتصاد الرياضي من أصحاب الخبرة من مختلف دول العالم ليبينوا للوسط الرياضي ماذا تعني هذه البرامج الكبيرة وما الذي ستعكسه على رياضة المملكة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، فلعل وعسى تصل الرسالة لمن لم يفهم أو يدرك ماذا تعني تلك المشروعات الاستراتيجية.
انتبهوا فهذا كرسي فيصل بن فهد
مرة ثانية وثالثة وعاشرة أقول فعلا إنني لم اسمع ذات يوم بالمرشحين لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم سلمان المالك وعادل عزت كما لم أسمع من مؤيدي أي منهما أو معارضيهما، إلا ما يتعلق بالميول والتغريدات المرصودة لكل منهما وإن دل شيء على ذلك، فإنما يدل على أنها انتخابات لا تبشر بخير (إلى حين تقديم برنامج عملهما).
ما يؤلمني في هذه الزفة التي سموها انتخابات، أنها ترشيح وانتخاب لكرسي جلس عليه، ومنصب تبوأه شخص اسمه الأمير فيصل بن فهد. ذلك القيادي الكبير والشخصية المرموقة التي ما أن تنطق كلمة إلا وكانت قراراً لا رجعة فيه.
لا بارك الله في مثل هذه الانتخابات التي يكون تقييم المرشحين فيها مبني على الميول والتكتلات والمصالح، ولكم تحياتي.