«الجزيرة» - نبيل العبودي:
لم يكف بعض الغوغائيين من التهجم والتطاول على رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبد الله بن مساعد منذ تسلمه منصبه، ولا يزالون يبعثون برسائلهم للنيل منه، دون أن يكون ذلك نابعاً من تقصير في عمله أو فشل في أداء مهمة قام بها.. ولكنها الميول والتعصب الذي أخذهم إلى منحى بعيد عن الشفافية والمصداقية والنقد المقنع، فلأنه سبق أن كان رئيساً للهلال فقط.. كانت الحملات التي قادها ثلة من المحسوبين على الإعلام الرياضي قد غلبت الميول والتعصب الأعمى على ما يقدمه من عمل، ومدى تأثيره على الرياضة السعودية في كافة المجالات.. رموا كل ذلك خلف ظهورهم ولم ينظروا لأي شيء آخر سوى «شخصنتهم» المقيتة.. لا يهمهم العمل.. ولا يهمهم ما سيكون عليه حال رياضتنا حاضرا ومستقبلا.. فالأهم لديهم هو الميول.. والميول فقط، فعلى الرغم من قيادته للرياضة السعودية بخطوات تطويرية خلال فترة وجيزة تبوأ من خلالها منصب المسؤول الأول عن الرياضة كمهمة صعبة شهد عليها القاصي والداني كان نتاجها تأهل المنتخب الشاب للمونديال، وهاهو المنتخب الأول يسير في نفس الاتجاه، فقراراته وتدخلاته في محلها وبلا تجاوزات كان أبرزها التعاقد مع المدرب الحالي للمنتخب فان مارفيك الذي كانت له اليد الطولى فيه بعد السقوط الذريع لسابقيه الهولندي ريكارد والإسباني لوبيز كارو والذي غير جلد الأخضر تماماً.. ومع هذا صمت أولئك الغوغائيون رغم يقينهم انه أعاد المنتخب السعودي إلى طريقه.. لكنها الميول التي دفعتهم للصمت حيال ذلك رافضين الإشادة به وبخطوته.. ولعل ما يجعل الميول تغلب طرحهم ومنهجيتهم في العمل الإعلامي دليل قاطع على ذلك، فهم أيضاً من باركوا اختياره لكل من الأمير تركي بن خالد والأمير طلال بن بدر والأمير عبد الحكيم بن مساعد في مناصب قيادية في الاتحاد العربي واللجنة الأولمبية واتحاد اللجان الأولمبية، كونهم جميعاً «شرفيون نصراويون» بل بارك البعض تلك الخطوة وأشادوا بها.. فما بالكم بهم لو كان من تم اختيارهم «هلاليين».. حتما سينقلب مدح هؤلاء قدحا لا محالة في ذلك.. بعد ذلك كله إذاً.. كيف أصبح رئيس هيئة الرياضة يغلب مصلحة الهلال على بقية الأندية كما يزعم هؤلاء، ولماذا تغير حالهم بعد ذلك.. هل لأنه فقط وضع النقاط على الحروف بإقراره لمؤتمر توثيق البطولات والإنجازات التي تحققت للأندية والتي تزعمها الهلال بلا منافس جعلته يغرد وحيدا خارج السرب، واظهر الحقيقة التي جلتهم يملأون سماء الفضائيات ضجيجا وبكاءً، باتفاق مسبق بينهم تحسباً لكشف تلك الحقيقة التي بجهلهم هذا أكدوا أحقيته في الزعامة وتفرده وانه يأتي أولا وثانياً و.. وعاشراً.. ومن ثم فالبقية تأتي من بعده.. أساليب عفا عليها الزمن وشرب، فنحن الآن في زمن لا لغة تطغى فيه على لغة الأرقام التي تضع الحقيقة واضحة.. لذا فكان التوثيق لزاماً لإيقاف «حراج» البطولات الزائفة التي يتغنون بها في محاولات يائسة لن تنطلي إلا على صغار العقول فقط.. هنا تبدل حالهم وأصبح رئيس الهيئة الرياضية في نظرهم يغلب مصلحة نادٍ على البقية وهنا فقط وفي نظرتهم القاصرة جداً جاء لخدمته لأن الواجب عليه «كما يرون هم أيضاً « أن يبارك لهم تلك المغالطات.. وان يبقيهم سائرين في نفس الطريق، وفي محاولاتهم اليائسة لذر الرماد في العيون.. لماذا الهلال هو الأفضل.. ولماذا يبقى زعيماً حتى وإن كان هو الأكثر حصولاً ونيلاً للبطولات.. فبعد أن انكشفت مخططاتهم التي كانوا يزعمونها من قبل بالتشكيك في أحقيته بها وأكاذيبهم بمساهمة التحكيم ولجان اتحاد الكرة التي صبغوها باللون الأزرق وهم يعلمون جداً بأنها منذ نشأة اتحاد الكرة واللون الأصفر هو من يطغى عليها، ولكن لان الحال قد تبدل وأصبح العالم بأكمله قناةً مفتوحة لا يمكن أن تنطلي تلك المخادعات على أحد، فقد حاولوا تغيير موجتهم إلى تردد آخر على أمل أن ينجحوا في ذلك فالفارق عاماً بعد عام يزداد، ولأن اللحاق به أصبح صعب المنال والوصول إليه أو تخطيه أصبح ضرباً من الخيال أو مستحيلاً كانت لغة «الصياح والغوغائية» المفتعلة هي أسلوب آخر ووسيلة قد تجدي مع الجيل الجديد وصغار السن لتظل تلك خالدة وعالقة في أذهانهم أو على أقل تقدير أذهان البعض منهم لكي لا ينكشف حالهم وحقيقة أنديتهم.
«سبحان مغير الأحوال» كيف تبدل الحال الآن وأصبح «الربان» يغلب مصلحة فريق على البقية.. هل لأنه كشف الحقيقة وجعلها علانية.. أم انه الخوف من الحقيقة المغيبة.. نعم الخوف من الحقيقة التي يريدونها مغيبة اجيالاً متعاقبة جيلاً بعد جيل.. ليس ذلك فحسب.. لكن السؤال العريض هنا.. ما هو دور ذلك في حال التنافس الذي يعيشه منتخبنا الآن قارياً.؟.. انهم يريدون أن يجعلونا «أضحوكة» بهذا «الهراء» الذي يتفوهون به.. وأي سقم يعاني منه هؤلاء.؟ وكيف يقولون مثل ذلك بلا خجل؟
ختاماً.. لا بد أن تكون الحقيقة واضحة كالشمس وإن كان وضوحها قد يجعل البعض لا يستطيع النظر إليها فنظره سيبقى قصيراً مهما كانت هي الحقيقة.