محمد بن علي الشهري
بحسابات منطق، ونواميس، وأعراف كرة القدم التي تقبل الكسب والتعادل والخسارة، ذهب الأخضر إلى (طوكيو) لمقارعة منتخب (الساموراي) على أرضه وبين جماهيره، مع إدراك الأسوياء منّا، وأكرر (الأسوياء) بأن المهمة صعبة بالنظر لفوارق المعطيات المتاحة لكل طرف، لاسيما وأن المنافس ليس (تيمور الشرقية)، فهو يتفوق علينا سواء على صعيد عدد مرات تحقيق كأس القارة، أو على صعيد عدد مرات التأهل لنهائيات المونديال.. أو حتى على صعيد المواجهات الثنائية، هذا عدا تميّزه بوجود كوكبة من المحترفين في أوروبا.
أما بحسابات الذين تمنّوا، وعملوا، وحرّضوا، على إسقاط منتخب وطنهم بداعي الانتقام من (الهيئة العامة للرياضة) أو نكاية برئيسها على خلفية القرار التاريخي القاضي بتنظيم تاريخنا الرياضي، وإنقاذه من العبث الحاصل فيه، فالنظرة للمسألة مختلفة لديهم تماماً؟!.
ذلك أنهم (امتطوا ظَهر المنتخب) قبيل المهمة كالعادة لأهداف غير شريفة باعتباره الوسيلة المتاحة والأسهل لمحاولة تمرير المكيدة التي رتّبوا لها خلف الجدران، لهذا صوّروا لمن يدور في فلكهم من السذج - على سبيل التذاكي - بأن الأخضر يمتلك صك التفوق المطلق على نظيره الياباني هكذا في أي زمان وفي أي مكان، وأن اللقاء مجرد نزهة للأخضر، ولكن إن حدث العكس لأي سبب - حسب الترتيبات - فإن المسؤول عن ذلك هو (عبد الله بن مساعد) ولجنة التوثيق؟!.
قلت آنفاً بأنهم فعلوا ذلك على سبيل التذاكي، وأنا أعني ما أقول.. ذلك أنهم يبرعون في هذا الفن كبراعتهم في التلفيق والكذب، إذ لا يمكن لأي شخص سويّ أن يضع مكيدتهم تلك في غير إطارها الصحيح المتمثل بتحريض نجوم الأخضر على التخاذل من منطلق أنهم قد وفّروا لهم المبرر مسبقاً، وأن الأبواق المكلَّفة بأداء المهمة بقيادة (صاحب سالفة العراوي) على أهبة الاستعداد للقيام بواجب الدفاع عنهم (خيبهم الله) ما أجرأهم على ممارسة الوقاحة؟!!.
في ثنايا مقال الأسبوع الماضي سألت الله مخلصاً أن يفضح كل من سعى أو تمنى سقوط منتخب الوطن على رؤوس الأشهاد، وقد استجاب سبحانه وتعالى، إذ إنه ما أن انتهى اللقاء حتى بادر بعض أعضاء (القروب) المكلّف بممارسة الغوغائية بالتغريد (مبشراً) بهبوط ترتيب الأخضر إلى المركز الثالث، إذ لم يسعفهم (هرمون الحقد) كي يتريثوا لدقائق معدودات تنتهي معها مباريات الجولة وبالتالي اتضاح الترتيب النهائي للمجموعة، لأن الله أراد أن يفضحهم ويعرّيهم؟!.
ولأن من أهم المهمات الموكلة (للقروب) إياه، هو التأليب والتحريض على رئيس الهيئة العامة للرياضة من قناة لجنة التوثيق، لهذا تجد تناغماً ولغة مشتركة تصب في ذات الاتجاه والهدف المخطط له في أطروحاتهم، حتى أن أحدهم، وبعد أن أسقط في يده وخاب أمله في تقهقر ترتيب الأخضر، وبعد أن خابت مساعيه هو ومن معه في إقناع نجومنا الشرفاء بالتخاذل، كتب يبرىء ساحة الهيئة ولجنة التوثيق من الخسارة، ولكنه في ذات الموضوع والسياق يقول: إن من يبرر ويؤكد بأنه لادور للجنة التوثيق في الخسارة فهو كاذب (سبحان الله) كيف يمكن الجمع بين نقيضين في سطرين متتاليين، وكيف يمكن لشخص بلغ هذا الحد من العبث والإفلاس أن يتطاول على عباد الله من خلال إسقاط عيوبه ونقائصه عليهم؟!!.
هي ليست المرة الأولى ولا الثانية، ولا حتى العاشرة التي يتعمّدون فيها افتعال قضية ما الغرض من افتعالها الإضرار بالمنتخب والتحريض ضده.. فكم من زوبعة افتعلوها على حساب (الجابر)، وكم من أخريات افتعلوها بسبب (ياسر)، وكم من مرة جعلوا من شارة الكابتنية قضية، ناهيك عن زوبعة ألوان المنتخب (الكحلي)، كذلك استهداف نجوم الهلال تحديداً بتهمة تعاطي المنشطات، تلك المهمة المشرّفة التي اضطلع بها (رئيس النصر) رغم تواجدهم في حينه بمعسكر المنتخب الذي كان يحضّر لإحدى المهمات الوطنية، هذا عدا ملاحقة ناصر الشمراني حتى في أستراليا، يعني بالعربي: هم أصحاب يد طولى في الترصّد وإيذاء المنتخب منذ زمن بعيد والأسباب معروفة؟!!.
وكونهم يتربصون ويترصدون هذه الأيام لرئيس الهيئة العامة للرياضة الذي نجح خلال فترة وجيزة في انتشال هذا المرفق الحيوي والهام من معاناته الطويلة، فلأن نجاحه لا ينسجم مع توجهاتهم وتطلعاتهم وبيئتهم، ذلك أنهم قد ألِفوا (الفوضى والتسليكات) وفرض ألاعيبهم وأساليبهم وأكاذيبهم بقوة النفوذ لا بقوة النظام؟!.
هم يريدون رئيس هيئة (لا يهش ولا ينش)، ويريدون رئيس اتحاد (ترتعد فرائصه) لمجرد سماع كلمة (إنذار)، بل ويعملون بكلما أوتوا من حَيل وحِيلة على احتواء اللجان كالعادة للاحتفاظ بالمزايا التي ظلوا يحظون بها، بذات الكيفية التي نجحوا من خلالها في بسط نفوذهم على غالبية وسائل الإعلام التي تحولت معهم وبهم إلى مسخرة؟!.
كانوا يتمنونها (كارثية) بحق منتخب وطنهم الأخضر، ولكن الرياح جرت عكس أمنياتهم، إلى درجة أنهم لم يغضبوا إزاء الجور التحكيمي (النيشيموري) الذي تعرض له؟!!.
المعنى:
يا زارعين المشاكل بين خلق الله
زراعة فاسدة فـ: الشكل والمضمون
تبغونها يا وسيعين الذِمم فَلّة
وش ذنبهم، والله اللي قد جعلكم (دون)