خالد بن حمد المالك
لدى المؤسسات الصحفية مواقعها ومنتوجاتها الإلكترونية في مختلف التخصصات، ولكن علينا أن نعترف بأن هذه المنتوجات لا ترتقي حتى الآن إلى المستوى الذي يمكن أن تكون فيه بديلاً للصحافة الورقية، مثلها في ذلك مثل بقية المنتوجات الإلكترونية التي يصدرها بعض الأفراد، وبالتالي فإن موت الصحافة الورقية قبل ظهور البديل الجيد، هو واقع صادم لمن يقضي جزءا من وقته في قراءة الصحف، فضلاً عن دورها المؤثر في خدمة الوطن.
* *
ربما أن جيل الشباب لديه حاسة الاهتمام بالتقنية الجديدة التي تتيح له تصفح بعض المواقع، والتعامل مع الإنترنت من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وفيها يجد الكثير مما يبحث عنه، وهي غنية بما يطيب له، وأمامه من الخيارات، وسهولة البحث، والتعود على الاستخدام الإلكتروني ما يشجعه على الارتباط بها، والتعامل معها، والانحياز إليها.
* *
غير أن شريحة أخرى كبيرة جداً لا زالت رفيقة درب وعلاقة وتاريخ بالصحافة الورقية، ولا يغنيها قراءة الأخبار والآراء عبر الوسائل الحديثة عن قراءة الصحف الورقية، حيث تجد متعتها وثقتها في هذا الأسلوب الإعلامي التقليدي الذي اعتادت وتعودت عليه.
* *
ولا بد من التذكير أن أكثر من تأثر بانخفاض حجم الإعلان هي الصحف الكبيرة، أو على الأصح الصحف التي كانت وجهة المعلنين وخيارهم المفضل لها، وهذه الصحف هي التي تطبع كميات كبيرة، وتصدر بصفحات كثيرة، ولديها عدد كبير من العاملين صحفياً وإدارياً وفنياً، وبالتالي هي من تتأثر الآن بالوضع المستجد في سوق الإعلان.
* *
والغريب أن المؤسسات الصحفية ووزارة الثقافة والإعلام لم تتعامل مع هذا الهم الكبير والمستقبل الغامض بما ينبغي أن يكون علاجاً لمشكلة تتصاعد بوتيرة سريعة، ولم تبحث الوزارة ولا المؤسسات الصحفية عن حلول فاعلة، وربما أنها لم تكلف نفسها بالتقصي لتتبع الأسباب، والتفكير بما ينبغي أن تواجه به المشكلة والتصدي لها في وقت مبكر.
* *
ولعلّ من باب التذكير أن أعلّق الجرس الآن، مدركاً أن مستقبلاً غامضاً يقتضي منا أن نتعامل معه ليس على انفراد في كل مؤسسة صحفية، وإنما أن تتعاون منظومة المؤسسات الصحفية في دراسة أبعاد المستقبل للمؤسسات الصحفية، وتتفق على آليات مناسبة للخروج من المشكلة بأقل الأضرار، وأن تكون وزارة الثقافة والإعلام حاضرة في ذلك الجو للمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة.
يتبع...