«الجزيرة» - المحليات:
أكد الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن, وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية, أن مواقف المملكة العربية السعودية ثابتة في مواجهة الحق ونصرة المظلوم؛ إذ أُعلن مؤخرًا تصديق الولايات المتحدة الأمريكية على نظام جائر، وقانون ظالم، سيحرج القانون الدولي الذي يجعل لكل دولة سيادتها وسلطتها، وبه ستضيع حقوق أهالي الضحايا الذين فقدوا ذويهم في تفجيرات أبراج التجارة العالمية التي وقعت في عام 2001م، وذلك بتأهيل أهالي ضحايا تلك الجريمة بمقاضاة الدول التي تزعم أنها شريكة في هذا الجرم، ويترك المتسبب في هذا العمل الإجرامي! وهي تعني بذلك هذه الدولة المباركة، المملكة العربية السعودية، ولا مناص إلى ذلك؛ فالأدلة ظاهرة، والشواهد بينة، والوقائع تقطع بأن كل ذلك بهتان وفرية وتصرف فرد، لا يمكن تأسيس نظرية عليه أو نسبته إلى دين أو منهج أو دولة. والغريب أن يصدر هذا من دولة تراعي العدل واحترام المواثيق، والمثالية في المجتمع الدولي، وترفع شعار الصداقة والتعاون، ونصرة القضايا المشتركة. ونحن على ثقة بأن الولايات المتحدة الأمريكية بقيادتها الجديدة ستراجع مواقفها غير المحسوبة، ومواقف قيادتنا ستقود بلادنا بل العالم إلى ما يدعو إليه ديننا من السلم والسلام والأمن والأمان والتعايش والتواصل، وتبشر بنزع فتيل الفتنة، ولاسيما ونحن نعلم ما تعانيه الدول المجاورة من ظروف وحوادث، وموقف المملكة العربية السعودية الإنساني والأخوي شاهد على متانة العلاقات، والوقوف في وجه الظالم، ونصرة المظلوم، وإحقاق الحق.
وإن من نعم الله على هذه البلاد الطاهرة، والوطن الآمن، المملكة العربية السعودية، أن جعلها الله موئل الإسلام، ومأرز الإيمان، ومهبط الوحي، وبلد الرسالة، اصطفاها الله واختارها؛ فهي محفوظة بحفظ الله، قامت منذ تأسيسها على أصول راسخة، وثوابت متينة، تكون - بإذن الله - سببًا لكل خير وأمن، وعز وتأييد، مصداقًا لقول الله - عز وجل -: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنًا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا} [النور:55]، وقوله: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون} [الأنعام:82]. ورغم هذه الخصائص والميزات التي إخال كل مسلم على وجه الأرض بغض النظر عن انتمائه ومنطلقاته ليحمد الله - عز وجل -، ويدرك أن من حفظ الله لهذا البلد أن هيأ قادتها وولاة أمرها لخدمة الإسلام والمسلمين، بل خدمة قضايا العالم أجمع، والقيام بشؤون الحرمين الشريفين، وزوارهما من المعتمرين والحجاج، وتهيئة السبل كافة، وتوفير أرقى الخدمات لهم، مما لا ينكره إلا جاحد ومكابر، والوقوف مع الحق والعدل في جميع المحافل الدولية.
ولا مزايدة على أننا نعيش في نعم لا تعد ولا تحصى، وآلاء لا تحصر ولا تستقصى، من أعظمها نعمة الولاية الحكيمة الراشدة التي لم تأل جهدًا في إيصال سبل العيش الرغيد والأمن الوافر، والسعادة التامة لكل مواطن، بل لكل مقيم على هذا الثرى الطاهر؛ لذا فنحن محسودون على هذه النعم، ولا بد لنا من استشعار أهميتها، والحفاظ عليها، وأداء ما به تحفظ وتصان، ثم محاربة كل فكر ضال، ومبدأ دخيل يزعزع أمننا، ويخلخل وحدتنا، ويوقع العداوة والبغضاء بيننا، سواء كان ذلك من أعداء الداخل أو الخارج.