من إعداد الدكتورة ندى بنت صالح أبا الخيل صدر كتاب «ما بين المقالة والقصة القصيرة في الأدب السعودي الحديث»، وتناول الكتاب دراسة عن التداخل بين المقالة والقصة القصيرة في الأدب السعودي الحديث 1351-1430هـ، وعقد موازنة بين المقالة والقصة القصيرة وتعداد أوجه التشابه بينهما وأشكال التداخل من ناحية المضامين ومن الناحية الفنية بينهما.
وتقول المؤلفة: كان الكتّاب في المملكة يعون جيداً أثر البدايات القصصية في كتاباتهم ودورها الفاعل في جذب القارئ إلى ما يكتبون، فكانوا من هذا المنطلق يلجئون إلى التقديم لمقالاتهم ببدايات قصصية، وأكثر المقالات التي حظيت بتسرب الروح القصصية إليها، هي المقالات الاجتماعية التي تحاول معالجة ما يقع فيه المجتمع من مفاسد وأمراض، فالكاتب يلجأ إلى اختيار شخصية اجتماعية ويضفي عليها من النعوت والصفات ما يبرز هذه المعايب وتلك المفاسد والأمراض بأسلوب قصصي.
وغالبية المقالات في تلك الحقبة من الزمن كان الكاتب فيها يركز اهتمامه على الفكرة، ويبدأ بمقدمة خطابية وعظية ويتبعها بسرد للحوادث.
ومن أقدم المقالات القصصية في الأدب السعودي، مقال بعنوان «على ملعب الحوادث» للكاتب عبد الوهاب أشي، وهو مقال قصصي يحكي بطريقة رمزية حال الحجاز وواقعه بأسلوب يقترب كثيراً من أسلوب المقامات.
وهناك مقال قصصي آخر كتبه محمد حسن عواد تحت عنوان «الزواج الإجباري» ومادة المقال تدور حول فتاة زوّجها أهلها بشاب لا يوافقها في الطباع.
إلا أن بعض الكتّاب آنذاك انحاز للقصة وبين فضلها على المقالة كما فعل الأستاذ أحمد رضو حوحو.