«الجزيرة» - المحليات:
استقبل مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، الأستاذ سليمان جاسر الحربش، في مكتبه بمقر أوفيد في العاصمة النمساوية، فيينا، وفد مجلس الشورى السعودي برئاسة معالي نائب رئيس المجلس، الدكتور يحيى بن عبد العزيز الصمعان، يرافقه نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السعودية لدى النمسا، الدكتور يحيى شراحيلي، في زيارة استطلاعية لترسيخ روح التعاون والاطلاع على مختلف الخدمات والتسهيلات التي يوفرها أوفيد لشركائه من البلدان النامية.
وقد شارك جميع موظفي أوفيد من المملكة العربية السعودية في مراسم استقبال الوفد الذي ضم أعضاء المجلس وهم، الدكتور صدقة بن يحيى فاضل, والدكتورة فاطمة بنت محمد القرني, والدكتور محمد بن سعيد القحطاني, والدكتور مفلح بن دغيمان الرشيدي؛ والدكتورة وفاء بنت محمود طيبة.
ورحّب المدير العام بالوفد، مؤكداً على حرص أوفيد على تجربته وخبراته المتراكمة في تطوير العمل في كافة المجالات، وألقى الضوء على الجهود المعنية بتعزيز الشراكة المجتمعية الدولية، مشيراً إلى طبيعة عمل أوفيد كمؤسسة تسعى إلى تعزيز التعاون بين البلدان الأعضاء في منظمة أوبك وسائر البلدان النامية، وذلك على مستوى عال من التميز والمهنية.
كما شاهد الضيوف فيلماً تسجيلياً لمحنة اللاجئة السورية دعاء الزامل التي حازت على جائزة أوفيد السنوية لما قامت به من عمل بطولي إثر غرق المركب الذي أقلها مع عدد من اللاجئين الذين لاقوا حتفهم ومن بينهم خطيبها.
وقدّم الأستاذ الحربش عرضاً موجزاً عن أوفيد استهلّه بتسليط الضوء على تكريس أوفيد لاحتفالاته بالذكرى السنوية الأربعين هذا العام للتضامن مع محنة اللاجئين, ورفع مستوى الوعي العام للأزمة الإنسانية العالمية من خلال إطلاق حملة ‹أحلام متساوية› بالتعاون مع مبادرة الطفل المرح. وأشار الأستاذ الحربش أن هذه الحملة جاءت استجابة للأحداث والتطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط للتركيز على أزمة اللاجئين الراهنة من وجهة نظر الأطفال سعياً إلى تعزيز التضامن وتضافر الجهود مع من هم في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية.
واستعرض الأستاذ الحربش مسيرة أوفيد الإنمائية على مدى أربعين عاماً وتخصيص دعمه للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، مشيداً بمسيرته من بداية متواضعة كحساب مؤقت إلى أن تطور ليصبح مؤسسة مالية إنمائية دولية رائدة تحظى باحترام كبير لدى المجتمع الدولي ليس كمنفذ لجدول أعمال التنمية العالمية فحسب بل ومشكل لها أيضاً.
وتناول الأستاذ الحربش كافة عمليات أوفيد بدءاً من القطاع العام والخاص إلى تمويل التجارة والمنح، مشيراً إلى ما قدمه أوفيد حتى تاريخه وهو ما يزيد على 20 بليون دولار أمريكي لدعم ما يناهز 3,600 مشروعاً إنمائياً عبر 134 بلداً شريكاً في أنحاء العالم.
كما تضمن عرض المدير العام المقدم للوفد السعودي الزائر مبادرة أوفيد ‹الطاقة من أجل الفقراء›، مبرزاً دور أوفيد في المحافل الدولية ودعوته لمكافحة الفقر في مجال الطاقة حتى تم إدراجها على جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030. وأثنى الأستاذ الحربش على دور المملكة في هذا السياق، مستدلاً على ذلك بإعلان قمة أوبك الثالثة في الرياض الذي نص على ضرورة مواءمة مؤسسات الإعانة في الدول الاعضاء لبرامجها من أجل القضاء على الفقر في مجال الطاقة ثم مؤتمر جدة للطاقة عام 2008 وإطلاق الملك عبد الله لمبادرته «الطاقة من أجل الفقراء» سعياً إلى تحقيق الاستدامة والاستقرار في مجال الطاقة.
ثم قام نائب رئيس المجلس الدكتور يحيى بن عبد العزيز الصمعان بتقديم الشكر للحربش وزملائه منوهاً بالجهود التي يبذلها أوفيد لخدمة دول العالم النامية والدور المركزي الذي تقوم به المملكة لمساعدة أوفيد في أداء مهمته الإنسانية النبيلة.
وفي ختام الزيارة، اصطحب الأستاذ الحربش وكبار موظفي أوفيد السعوديين وفد مجلس الشورى في جولة في مقر أوفيد بقصر دويتشه مايستر، الذي شيده الأرشيدوق النمساوي فيلهيلم فرانس كارل من الفرسان الألمان ما بين عامي 1864- 1868، والذي يعد من أحد أبرز معالم فيينا التاريخية المثيرة للإعجاب بالشارع الدائري المحيط بالحي الأول قلب مدينة فيينا القديمة.
وتأتي زيارة وفد مجلس الشورى على هامش مهمة رسمية إلى حمهورية النمسا لترسيخ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا الاتحادية التي شهدت تطوراً نوعياً خاصة بعد إقامة مركز الملك عبد الله للحوار بين الثقافات والأديان، فضلاً عن تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. كما تتضمن المهمة زيارة عدد من المؤسسات الدولية في فيينا ومن بينها وكالات الأمم المتحدة.