جاسر عبدالعزيز الجاسر
لهفة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما لتحقيق نصر دبلوماسي يتوج به مسيرته السياسية الخارجية، جعلته يلجأ إلى الاستعراضات أو ما يسمى بـ((الشو السياسي)، فالرئيس أوباما الذي يئس من جني معركة تخليص نينوى من قبضة داعش قبل خروجه من البيت الأبيض فضلاً عن حصر نصر نينوى بالقوات العراقية وأن دور القوات الأمريكية لا يتعدى الاستشارة وأنهم يأتون في ترتيب متأخر بعد مليشيات الحشد الإيرانية، وقوات العشائر العربية، كما أن معركة تخليص الرقة التي يراهن أوباما على ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية الكردية لا يأمل فيها أن تنجز ما أوكل إليها رغم كل المساندة الأمريكية، لتداخل الأطراف المحلية السورية والإقليمية والدولية ومحاولاتها كل وفق (وكيله السوري) أن يحصر المعركة بعناصره القتالية، وبالتالي فإن كلا المعركتين، معركة نينوى ومعركة الرقة لا يعول عليهما أوباما تحقيق إنجاز السياسة الخارجية، لأن كل ما قام به فيما يسمى بحرب مواجهة الإرهاب ثبت عدم جدواه لأنه كان منحازاً ومسانداً لإرهابيي مكون طائفي وآخر عرقي، فيما ركز كل جهوده لمواجهة إرهابيي مكون طائفي غير الذي صمت وتغاضى عن أعماله الإرهابية، وكأنه فرض وصم معتنقي المذهب الأكثر من المسلمين بالإرهاب حصرياً، وتم تبرئة الآخرين من هذا العمل رغم أفعالهم التي لا تقل إجراماً عما يقوم به إرهابيو داعش والقاعدة، وكما تابعنا في العراق وسوريا ولبنان واليمن فمليشيات الحشد الطائفي في العراق والمليشيات ومرتزقة الطائفيين في سوريا ولبنان من حزب الملا حسن نصر الله ومرتزقة الفاطميين والزينبيين الذين جندهم ملالي إيران من لاجئي أفغانستان وعملاء ولي الفقيه في باكستان والهند والحوثيين في اليمن والعنصريين الأكراد في سوريا الذين مارسوا أبشع أساليب القهر والقمع بحق العرب السوريين.
كل ما قام به هؤلاء الطائفون العنصرون لم يتحدث عنها الأمريكيون في عهد إدارة أوباما التي تلفظ آخر أيامها، بل على العكس من ذلك دعم أوباما العنصريين الأكراد في سوريا وحتى المليشيات الطائفية، ويتحدث اللبنانيون هذه الأيام عن أسلحة أمريكية ظهرت في عرض عسكري لمليشيات الملا حسن نصر الله في إحدى المدن السورية المحاذية للحدود اللبنانية.
الانحياز الذي تميزت به سياسة أوباما في المنطقة ودعمه لملالي إيران والمليشيات الإرهابية المرتبطة بهم حرمه من تحقيق أي إنجاز دبلوماسي، ولذلك وعبر (سرك سياسي) يحاول وزير خارجيته كيري الإيحاء بقدرة إدارة أوباما على تحقيق نصر سياسي يتمثل في حل القضية اليمنية، وعلى الطريقة الأوبامية الموسومة دائماً بالانحياز لأتباع ملالي إيران، أعلن كيري في بادرة وصفها وزير خارجية الحكومة الشرعية اليمنية عبدالملك المخلافي عملاً دعائياً، فالسيد كيري شريك أوباما في تخريب المبادرات الهادفة لحل قضايا المنطقة.
أعلن ومن مسقط اتفاقا ثنائيا مع انقلابيي اليمن (الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح)، على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة وطنية بنهاية العام الحالي (توقيت يسبق خروج أوباما من البيت الأبيض).
العرض الدعائي لكيري فاجأ أصحاب القضية الأساسيين (الحكومة الشرعية في اليمن) الذين لم يعلموا شيئاً عن ترتيبات كيري وما هي الأسس التي اعتمدها والتي تنسف قرارات الأمم المتحدة ولا تأخذ في الاعتبار الهواجس والأخطار التي تهدد الدول المجاورة لليمن التي يريد أوباما وكيري من ذلك تسليح عملاء ملالي إيران.