فهد بن جليد
دخول هيئة المساحة الجيولوجية السعودية على خط اكتشاف الذهب المغشوش في أيدي النساء، وتقييم جودة ونقاوة الذهب والألماس والأحجار الكريمة التي تمتلكها السعوديات، أمر لافت وخطوة ذكية من منظمي معرض (عالم الجيولوجيا وكنوزها) الذي أقيم في الرياض مؤخراً للقرب أكثر من المجتمع، والتعريف بأنشطة وبرامج الهيئة بطريقة غير مباشرة؟!.
ومن أفضلُ وأعزُ ممن يكشف للمرأة مدى مصداقية وقيمة ماتملك من (ثروة)؟ خصوصاً وأن الذهب المغشوش يقلق مضاجع السيدات، فهو التدليس الصامت، والسرقة الناعمة التي قد لا يتم اكتشافها أصلاً، وإن تم ذلك فبعد وقت طويل، وعن طريق الصدفة غالباً، لذا أعتقد أن كل من سمعت بأن المساحة الجيولوجية تقوم عن طريق الخبراء والأجهزة الدقيقة بفحص (الذهب والألماس والمجوهرات الثمينة) وتقدير مدى جودتها، ستهرع إلى الموقع لتقييم ما لديها؟ ومعرفة هل كل الهدايا والعطايا والهبات وما دفعت قيمته في اليوم الأبيض (حقيقة)؟ أم أنه (ذهب صيني) كما يطلق عليه الإخوة العرب..؟!.
(للفائدة) تحدثت مع كبير الجيولوجيين في الهيئة و ذكر لي أن أكثر ما يتم التدليس فيه هو عيار الذهب مع صعوبة التفريق بين (عيار 16, 18 , 21, 24)، كما أن نسبة الغش في الذهب المستورد أكثر منها في الذهب محلي الصنع الذي يخضع لرقابة أشد غالباً، محذراً من دفع المال في الذهب الأبيض؟ وهو الأغلى ثمناً، والأكثر طلباً لدى السيدات (المودرن) أو العصريات، رغم أنه لا يوجد شيء اسمه (ذهب أبيض) لأنه يستحيل أن يكون لون الذهب أبيض، وأن هذا الاسم تجاري اخترعه أصحاب منافذ البيع من أجل ترويج مزيج من المعادن التي يتم صهرها مجتمعة (كالفضة، البلاتين، البلاديوم، النيكل، الزنك ..إلخ) مع نسبة لا تتجاوز 50-75 % من الذهب، ليصبح لونه أبيض، ثم إضافة فصوص أو خرز لصنع القلائد أو الخواتم أو الأطقم، وبيع الجميع بسعر وزن (جرام الذهب الخالص) وهو ما يُفسر هبوط سعره عند إعادة البيع، لأن التاجر سيتخلص من الإضافات للوصول إلى (الوزن الخالص) للذهب!.
ملامح بعض الوجوه التي تأتيها النتيجة مباشرة بعد فحص (ساعة ألماس) أو (طقم ذهب)، تذكرك بالمثل القائل (ليس كل ما يلمع ذهباً) كحقيقة واقعة، عليك توقعها كلما فحصت ما تخبئ من (مجوهرات) لتقيك عثرات الزمن؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.