«الجزيرة» - ولاء حواري:
يتجه الوادي الصناعي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية لتطوير ثلاث مناطق صناعية تشمل: منطقة التكنولوجيا، المنطقة الحرة للتجميع وإعادة التصدير، ومنطقة الغاز، وذلك بهدف جذب المزيد من المستثمرين، وتعزيز تكامل الصناعات التي يضمها الوادي.
ومن المجالات المهمة حالياً في الوادي الصناعي قطاع الصناعات الدوائية، ومن أبرز الشركات الموجودة فيه: فايزر، سانوفي، مارس، مجموعة تمر السعودية، توتال، شركة الزاهد، مجموعة العليان وشركة عبداللطيف جميل، بترا للصناعات الهندسية، والمراعي.
وقالت شركة سانوفي لـ»الجزيرة»: «بعد حضور في أسواق المملكة يربو عن 50 عاماً، اتخذت الشركة قراراً استراتيجياً للاستثمار من خلال إنتاج الأدوية محلياً ببناء منشأة تصنيع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والمملوكة 100 في المائة لسانوفي عن طريق الاستثمار الأجنبي المباشر، ولأن السوق السعودية سوق استراتيجي للشركة التي تحرص على العمل في بيئة مهنية وتنافسية عالية، فقد استثمرت في المدينة خاصة مع التسهيلات التي تمنحها للمستثمرين بهدف تنويع مصادر الدخل السعودي، وهو ما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 للتنويع في الدخل».
وكانت سانوفي أول مجموعة رعاية صحية عالمية تؤسس منشأة إنتاج في المملكة، بعد أن وقعت مذكرة تفاهم مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في يونيو 2010م لبناء موقع الإنتاج وتم الانتهاء من التنفيذ في نوفمبر 2012 وفي 2014 تم البدء في الإنتاج، وتبلغ مساحة الأرض 35 ألف متر مربع مع قابلية إنتاج تصل إلى 19 مليون عبوة في السنة في المرحلة الأولى.
ويضم الوادي الصناعي مبنى مصنع شركة «فايزر» الذي تم الانتهاء من تشييده، وسيتم خلال الربع الأول من عام 2017 البدء في التصنيع المتكامل لنحو 16 منتجاً من منتجاتها الأكثر مبيعاً في العالم، بطاقة إنتاجية تصل إلى 18 مليون عبوة دوائية سنوياً.
و»فايزر» هي إحدى كبريات الشركات في العالم المصنعة للأدوية واللقاحات، والبدائل الحيوية، والمنتجات الصحية الاستهلاكية، وفي مجال البحوث والابتكار، وقد بلغت إيراداتها عام 2015 نحو 48 مليار دولار من خلال 65 موقعاً للتصنيع حول العالم، حيث يعمل بها نحو 97 ألف موظف.
وتعمل شركة فايزر في المملكة منذ عام 1960م وأسهمت بشكل كبير في تطور الصناعة الدوائية من خلال توريد وتطوير أدوية عالمية عالية الجودة، مع نشر الوعي الصحي وعقد العديد من الشراكات مع جهات حكومية وخاصة محلية، وهي شركة الأدوية الوحيدة التي حصلت على ترخيص تجاري من الهيئة العامة للاستثمار واستلم الترخيص الرئيس التنفيذي للشركة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد أثناء زيارته للولايات المتحدة في شهر يونيو 2016م.
وقد اطلعت «الجزيرة» على خطة تطوير الوادي الصناعي الجاري تنفيذها على مراحل، من أبرز ملامحها تأسيس مجمع للتكنولوجيا، يوفر بنية تحتية متكاملة للمشاريع الابتكارية مع دعم المجمع ببنية تحتية صممت وفقاً لأحدث مراكز البيانات Tire 4، فضلا عن إقامة منطقة حرة للتجميع وإعادة التصدير، وهي عبارة عن مساحة جغرافية مغلقة تتم إدارتها بشكل مستقل داخل الوادي الصناعي، وتم مراعاة بأن يكون موقعها بجوار ميناء الملك عبدالله بشكل متصل وملاصق له، مما يسهل عملية نقل البضائع من وإلى الميناء، بالإضافة إلى تجميع البضائع المستوردة الخالصة من الجمارك، عبر تطبيق عدد من الإجراءات التي تضمن مزيد من السرعة والسلاسة لعمليات الاستيراد والتصدير، ودعم الخدمات اللوجستية العالمية لموردي سلاسل التوريد، إضافة إلى الموردين المحليين.
أما المنطقة الثالثة فهي منطقة الغاز، بحيث يتم تطويرها وتشغيلها لتخدم الصناعات المعتمدة على الغاز مما يسهم في خفض تكاليف الإنتاج على المستثمرين.
وتستفيد الشركات المستثمرة في الوادي الصناعي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، من البنى التحتية المتقدمة بالمدينة والخدمات المساندة عالية المعايير، إضافة إلى الموقع الاستراتيجي لميناء الملك عبد الله على ساحل البحر الأحمر الذي بدأ في استقبال أكبر سفن الشحن على مستوى العالم، ومشاريع النقل البري التي تعزز إمكانات المدينة، ومن أبرزها محطة قطار الحرمين السريع داخل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والتي ستصل المدينة بكل من جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى سهولة إنهاء الإجراءات والحصول على كثير من الخدمات الحكومية من خلال مركز الخدمة الشاملة التابع لهيئة المدن الاقتصادية.
ويقع الوادي الصناعي في شمال مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بجوار ميناء الملك عبد الله وعلى ساحل البحر الأحمر، وهذا الموقع يمثل نقطة اتصال بين الشرق والغرب وذلك لاتصاله بالجسر البري الذي يربط شرق المملكة بغربها مما يسهل نقل البضائع بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق الدولية.