سعد الدوسري
حطت رحال الشاعر المكاوي عيسى علي فهيم- «1323 - 1391»، بمحافظة رجال ألمع بمنطقة عسير، قبل أكثر من 70 عاماً برفقة محمد عمر رفيع، حيث انطلقا لتنفيذ قرار المفتش الأول بمديرية المعارف العامة محمد شطا عام 1359، لإنشاء أربع مدارس في عسير غير مدرسة أبها. عام 1359 وصل «فهيم» إلى أبها (حسب التقرير الذي أعده الزميل محمود تراوري لجريدة الوطن) بعد ثلاثة أيام، انطلق فيها من مسقط رأسه مكة المكرمة، برفقة محمد عمر رفيع صاحب كتاب «في ربوع عسير» الصادر عام 1954، وكان عليه أن يستريح في أبها قبل انطلاقته إلى مدرسة رجال ألمع مع أول مجموعة دخلتها من المعلمين لنشر التعليم الحديث بها، وظل بها عشر سنوات معلماً، ونائباً لمدير مدرستها «رفيع»، ومكنته ثقافته وشاعريته من بناء أحسن العلاقات مع أهلها، فكان محلاً للتقدير، حتى بعد انتقاله مديراً لمدرسة بيشة في عام 1368، ثم تعيينه معتمداً لمديرية المعارف بأبها عام 1370، لحين عودته إلى جدة عام 1372.
في الأنفوجرافيك المنشور مع التقرير، لفت نظري، أن هذا القامة التعليمية، وبعد أن وصل إلى مرتبة «معتمد مديرية المعارف» بأبها، تمّ نقله لمدينة جدة، ليشغل وظيفة لا علاقة لها بالتعليم، ولا تليق بـ «معتمد»، وظيفة في قسم الصيانة والحركة، فماذا جرى يا ترى لهذا المعلم المخلص؟! وبيد من وقع؟!