«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - تهامي عبدالرحيم:
تحدث عدد من الشباب المشاركين في منتدى مسك العالمي عن عدد من النجاحات التي حققوها في مشاريعهم في قوالب مختلفة ومواصلة إبداعاتهم من الشباب والشابات.. من خلال ورش العمل التي نظمت في فترة المساء.
كما وقعت عدد من الاتفاقيات مع عدد من القطاعات والجهات المحلية والشركات العالمية.
أطفال بأحلام كبيرة.. راشدون بإنجازات مدهشة
اعتلى أربعة من الشباب السعودي، منصة منتدى مسك العالمي للحديث عن مبادراتهم ومشاريعهم والصعوبات التي تغلبوا عليها ليحققوا النجاح، وإسهاماتهم في التخطيط لمستقبل بلادهم.
وسرد مهند أبو دية قصة حلمه الكبير الذي بدأ معه منذ صغره بمنافسة توماس أديسون في عدد الاختراعات، والصخرة التي اصطدمت بها آماله مع بدء دراسته الجامعية، عندما تعرض لحادثة أفقدته بصره، مشيراً إلى أنه كان في المستشفى يواجه الألم وتدور في رأسه مئات الأفكار حول طموحاته للمستقبل، فبدأ يراجع خططه، وانطلق من جديد.
وتطرق أبو دية في الجلسة الأولى التي كانت بعنوان: «شباب المملكة العربية السعودية» إلى الصعوبات والتحديات التي اعترضته، ودفعته لمواجهتها بصبر وثبات فتمكن من دراسة الماجستير في إدارة الأعمال.
لكن أحلامه لم تقف عند هذا الحد، وبدلاً من أن يصنع مليون اختراع كما كان يتمنى قبل إصابته، وضع لنفسه حلماً جديداً وهو تدريب مليون شخص في مجالات الابتكار إذ أسس مركز «إسطرلاب سنتر»، وطبع آلاف النسخ من البرامج التدريبية، وامتد عمله إلى الخليج أيضاً بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة، وسيبدأ الأسبوع المقبل تدريب المبتكرين عبر يوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي. وتابع: «اخترنا للشركة اسم الإسطرلاب الذي ابتكره الأجداد العرب لتوجيه الرحالة وليكون مشروعنا لتوجيه المبتكرين».
أما منيرة جمجوم فذكرت أنها كانت تكره الالتزام ببعض الحصص الدراسية المملة في مدرستها الإعدادية، رغم أن نتائجها الدراسية ممتازة، ولذلك فكّرت في طريقة لتغيير نمط التعليم الممل أحياناً، وقررت أن تصبح وزيرة للتعليم، فذهبت إلى والدها وأخبرته بذلك عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها.
وبدعم من والدها خططت منيرة لحياتها على هذا الأساس، فأصبحت معلمة لتعرف ما يواجهه المعلمون من صعوبات في التدريس والمناهج، ثم سافرت إلى نيويورك لتتخصص في تخطيط المناهج، ثم عادت لتدرس في الجامعة وتقيّم وضع المناهج، وكتبت أول كتاب لها بعنوان «خواطر جريئة عن التعليم في السعودية»، وتخصصت أكثر في مجال التعليم فعملت في مجال الاستشارات التعليمية، وبعدها أسست منيرة شركة «إمكان» لحل المشاكل في مجال التعليم.
وشددت منيرة على أهمية أن يعرف الشاب أو الفتاة المشكلات التي يريد حلها، لينطلق في الحياة ويستطيع توفير المعرفة والخبرات اللازمة لحل تلك المشاكل.
تحديات الصناعة المحلية
وأشارت لطيفة الوعلان مؤسس شركة «يتوق» إلى أهمية الإصرار والمعرفة لبناء اقتصاد قوي كاشفة عن تجربتها في تأسيس الشركة المتخصصة في صناعة القهوة.
وقالت الوعلان: «البداية كانت في 2011 بالتصنيع خارج المملكة، وكانت المنافسة شديدة واستوعبت أنني إذا أرادت الاستمرار في هذا المجال فيجب نقل التصنيع إلى داخل السعودية».
وذكرت أنها واجهت تحديات وصعوبات كبيرة لنقل مراحل التصنيع إلى داخل السعودية، لكنها نجحت في ذلك بالإصرار والعمل الدؤوب، لافتة إلى أن شركتها واجهت مشكلة عندما طرحت أحد منتجاتها في السوق، لكن فريقاً من المهندسين السعوديين تمكنوا من حلها وجرى استبدال المنتجات من السوق من دون الاستعانة بأي مصنع خارجي.
وشددت على أهمية بناء القدرات المحلية والتصنيع المحلي لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وبناء اقتصاد قوي، سواء كان ذلك لرجال أعمال أو متخذي القرار.
بيل جيتس: المنتدى يحفّز الابتكار
وتحدث مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس في مقطع فيديو مسجل، عن دور التقنية في بناء مستقبل مشرق للمملكة العربية السعودية والعالم، وأهمية المنتدى في صناعة وتحفيز الابتكار وتنمية المهارات ودعم التوجهات المستقبلية.
وقال بيل جيتس: «لم أستطع الحضور لكن أود تهنئتكم في المنتدى بالحضور الشبابي المهم، وبرؤية المملكة العربية السعودية 2030»، مشيراً إلى أن الشباب في المملكة يشكلون الغالبية المتعلمة التي يعتمد تطبيق الرؤية عليهم، إذ إن لديهم طاقات وإمكانات ليكون لهم وقع وتأثير. وأوضح أهمية الشراكة مع المملكة في دعم الشباب وإرشادهم لمستقبل أفضل في جميع المجالات.
جو كايسر: مخطط طموح للسعودية
وشدد جو كايسر الرئيس التنفيذي لشركة SIEMENS، على أهمية دور الشباب في مستقبل المملكة العربية السعودية. وقال: «لدينا الكثير من الكنوز، وإمكانات شبابنا المخبأة هي كنز المستقبل». ولفت إلى وجود مخطط طموح جداً لمستقبل جميل في السعودية. وتابع: «أنتم المحور الرئيسي لبلدكم، وأنتم ضمن المخطط لمشروعاتنا في السعودية.
وقال كايسر: «لم لا يكون الحلم أكبر فالابتكار يحول المملكة إلى مركز عالمي، وسنعمل يداً بيد لأن المملكة تستحق ذلك للقيام بريادة الأعمال إلى مستوى جديد من الابتكار والإبداع».
بوب دودلي: الشباب أساس نجاح رؤية 2030
وركّز بوب دودلي المدير التنفيذي لشركة BP، خلال جلسة النقاش التفاعلي «استعراض أدوات المستقبل» على أهمية اكتساب الشباب مهارات وأساليب جديدة من أجل الفوز بالثقة في عالم الغد.
وعن رأيه بفرص نجاح رؤية المملكة العربية السعودية 2030»، أكد دودلي أن نسبة النجاح 50 في المئة، ويعتمد نجاحها بشكل أساسي على جيل الشباب ومدى قدرتهم على الابتكار والإبداع في مجالات العمل المتنوعة، مشيراً إلى أهمية الانتباه إلى دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دفع التنمية إلى الأمام، واغتنام الفرص المتاحة في خطط التنمية.
مواكبة التغيير والاهتمام بالمجالات التقنية والإبداعية
وفي جلسة «مواكبة اللحظة.. توقع اتجاهات الغد وصناعتها»، طرح مجموعة من المسؤولين والخبراء من بينهم خوزيه باروسو الرئيس التنفيذي لبنك جولد مان ساشز، وأحمد الهنداوي مبعوث أمين عام الأمم المتحدة للشباب، التوجهات الأساسية التي تؤثر بالعالم من حولنا وأهمية ترقب بعض التوجهات، إضافة إلى البحث في بعض الأدوات المتاحة، وكيف أثرت رؤية 2030 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وغيرها من خطط التغيُّر الوطنية والإقليمية على قطاع الأعمال وقادة الغد.
وسأل مدير الجلسة المحرر في CNN جون ديفتريوس، المتحدثين في الجلسة عن كيفية تهيئة الشباب للتطوير والتغيير، وإحداث توازن بين الاقتصاد المحلي وما يحدث حول العالم، وهنا شدد خوزيه مانويل باروسو الرئيس غير التنفيذي في Goldman sachs international، على أهمية مواكبة التغيير والاهتمام بالمجالات التقنية والإبداعية.
ولفت جاك أتالي مؤسس ورئيس Positive planet، إلى أهمية هدم الجدران الوهمية بين الأمم، والالتفات إلى كيفية إحداث الفارق في ريادة الأعمال والعلم والتكنولوجيا، مشيراً إلى أهم التحديات تتمثل في الديمغرافيا والتكنولوجيا، إذ سيزيد عدد سكان العالم بليون شخص خلال 15 سنة، وهنا يأتي دور التكنولوجيا في تحسين حياة الكثيرين، إضافة إلى دور النخبة من الشباب الذين يحدثون فارقاً في ريادة الأعمال والعلوم والتكنولوجيا، ولذلك فإن التعليم في هذه المنطقة مهم جداً في هذه المرحلة.
وتطرق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أحمد الهنداوي، إلى أهمية دور الشباب في بناء التنمية، لافتاً إلى أن المنطقة تتمتع بإمكانات كبيرة من الشباب الذين يمكن لهم إحداث التغيير وإيجاد الحلول لمشاكل العمل والتنمية.
وقال: «إن الشباب السعودي هم الممثلون الحقيقيون لبلدهم، ونتمنى أن نجد منهم الكثير في الأمم المتحدة»، مؤكداً أن للشركات للصغيرة أهمية كبيرة إضافة إلى دعم الحكومات للتوجهات التي تصب في مصلحة الشباب. وأوضح أن مشاريع الأمم المتحدة في السعودية تدعم وتساند العمل التطويري والشراكات التي تستثمر في طاقات الشباب.
وأضاف أن سكان المنطقة العربية يمثلون 5 في المئة من سكان العالم، ويحتاجون إلى 60 مليون وظيفة في الأعوام القادمة، وهو ما يمثل تحدياً.
استثمار الهوايات
وقدّم الخبيران سولومون تشوي المدير التنفيذي والمؤسس لشركة 16 Handles، وبدر العقيلي مؤسس شركة Pick، عرضاً لتجارب أشخاص حولوا مواهبهم إلى نجاحٍ تجاري وتخطوا العقبات التي واجهتهم، وذلك خلال ورشة عمل «استثمار الهوايات في الأعمال التجارية».
وأفرد منتدى مسك العالمي، ورشة عمل عن «الوضع الجديد لنظام ريادة الأعمال العالمي»، ناقش خلالها كل من جو لونسديل مؤسس شركة Palantir، وجونثان أورتمانس مؤسس الأسبوع العالمي لريادة الأعمال (GEW) ما يحمل المستقبل لرواد الأعمال، وكيف يسهم تعزيز بيئة ريادة الأعمال في البلدان والدول في مساعدة الأمم على النهوض.
وتطرقت ورشة عمل «لماذا تفشل المفاهيم» إلى كيفية نجاح بعض رواد الأعمال المتميزين في تطوير بيئة لريادة الأعمال، فيما ناقشت أخرى كيفية إسهام تطبيقات الأجهزة المحمولة في تجديد العالم، وكيف نتفاعل معها.
«مسك الخيرية» توقع مذكرة تفاهم مع «بلومبيرغ» والإعلام
وقّعت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، مذكرة تفاهم مع شركة «بلومبيرغ» الأمريكية، المتخصصة في مجال الأعمال، بهدف إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة لإيجاد برامج تدريبية وتأهيلية في مجالات المال والأعمال والإعلام الاقتصادي.
وقال الأمين العام لمؤسسة مسك الخيرية بدر العساكر إن «مسك» تولي أهمية بالغة في تطوير المواهب الشابة لمساهمتها في تنفيذ البرامج الطموحة لمواصلة النمو الاقتصادي وفق رؤية المملكة 2030، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تتطلب ضمان تلقي أبناء وبنات المملكة التدريب الأفضل في العالم، مضيفاً: ومبادرة «بلومبيرغ» تتيح للمتدرب الاستفادة من نظام تدريبي متميز يوفر المعرفة والخبرة العملية في بيئة عمل صنفت كأفضل البيئات الرائدة في مجال المعلومات المالية وتحليل البيانات والإعلام.
من جهته ذكر مدير قطاعات الصناعة لشركة بلومبيرغ الأمريكية جوشوا ستنير، أن توقيع الاتفاقية مع «مسك الخيرية» يعكس مدى التزام الشركة نحو نشر المعرفة في المجالات المالية في المملكة ودول الشرق الأوسط وسائر بلدان العالم، إيماناً منها بأن التعليم في مجال الأعمال والأسواق المالية يسهم في تعزيز النمو والتعاون.
وتشمل مذكرة التفاهم المشتركة أربعة مشاريع رئيسية سيتم تطويرها من قبل الطرفين، في مقدمتها تطوير برنامج تدريبي خاص لتنمية مهارات الإعلاميين السعوديين في الأسواق المالية للشرق الأوسط وتحليل البيانات، وتعزيز قدراتهم على استخدام صحافة البيانات المعتمدة على شفافية الأرقام والإحصائيات الاقتصادية.
ويستهدف المشروع الثاني تصميم برنامج تدريبي واسع النطاق لتدريب وتأهيل الطلبة السعوديين والشركات على كتابة التقارير المالية وتحليل مؤشرات الاقتصاد والعملات وصناديق الدخل الثابت وتداول الأسهم من خلال الاستفادة من قاعدة بيانات «بلومبيرغ» للأخبار والتحليلات المالية.
العربية للإعلانات الخارجية تدعم رواد الأعمال
ضمن جهودها لدعم مبادرات الأعمال للشباب السعودي، تشارك الشركة العربية للإعلانات الخارجية (العربية) في منتدى مسك العالمي الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك الخيرية)، وتأتي مشاركة العربية كشريك إعلامي للمنتدى حيث تتفق الشركة مع توجهات «مسك الخيرية» في دعم المبادرات السعودية الشابة من الرجال والنساء في مجال الأعمال والمشاريع المتميزة والمبدعة، ولاسيما أن المنتدى يعد مبادرة لدعم الشباب وإكسابهم أفضل الممارسات العالمية من أجل دعم مسيرة التنمية المستدامة في المملكة.
من جهته، أعرب محمد بن عبد الإله الخريجي، الرئيس التنفيذي للشركة العربية للإعلانات الخارجية، عن شكره لسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان و لمؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية، وذلك لتنظيمها هذه الفعالية التي تهتم بأبناء الوطن، وتساهم في تطوير مستقبلهم.
«مسك الخيرية» والاتصالات السعودية
ضمن مبادرات مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، الابتكارية لدعم وتعزيز القدرات الشبابية، شهد منتدى مسك العالمي الذي انطلق في الرياض أمس توقيع «المؤسسة» مذكرة تعاون مع شركة الاتصالات السعودية، لبحث تأسيس برامج تدريبية ومنصة تعليمية تفاعلية تركز على تطوير المهارات التقنية والإعلامية والثقافية للنشء السعودي في مختلف مجالات المعرفة.
كما تسعى شركة الاتصالات السعودية، عبر هذه الاتفاقية، إلى الإسهام في تبني مبادرات وبرامج تدعم التنمية المستدامة في المجالات الأكثر أهمية في المجتمع، كالتعليم والصحة والبطالة والأمن والسلامة، مع المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية فيها، وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني عبر الاهتمام بتبني اقتصاد المعرفة.