د. فهد صالح عبدالله السلطان
في ظل التحديات الاقتصادية ومحدودية الدخل يصبح تخطيط وإدارة الميزانية الشخصية وترشيد الإنفاق ضرورة لا خيار لمواجهة تحديات الاقتصاد وتقلبات العصر. وهو أمر مندوب ومستحب اقتداء بسنة نبي الله يوسف عليه السلام الذي رسم لقومه خطة تمتد إلى خمسة عشر عاماً ترتكز على التوفير وحسن التدبير وتعتمد الادخار بدلاً من الاستهلاك. وبالتالي فإننا (متوسطي ومحدودي الدخل) مطالبون بإعادة النظر في إدارة ميزانياتنا لنتمكن -بإذن الله- من التعايش مع تحديات ومستجدات المرحلة ومتطلباتها ومن تخفيف أثر التقلبات الاقتصادية علينا وعلى أسرنا. وباختصار وبدون مقدمات فإنني أقترح تبني المنهج الموجز أدناه واتخاذ ما يلي:
1. التسليم بوجود تحديات اقتصادية محلية وغموض اقتصادي عالمي. وأن من الحكمة والعقلانية لنا كأفراد عدم المكابرة، والتوقف مع النفس وإعادة النظر في إدارة نفقاتنا وإيراداتنا الشخصية والعائلية.
2. اتخاذ قرار صارم في تبني سياسة الادخار والحد من الاستهلاك بقدر الإمكان.
3. إعداد ميزانية سنوية للعام 2017 تشمل الإيرادات المتوقعة والمصاريف المتوقعة استناداً على ما تم في الأعوام السابقة.
4. من خلال بيان المصروفات والنفقات المتوقعة تعرف على النفقات التي تستهلك ميزانيتك بشكل كبير وسجلها في قائمة مستقلة.
5. ستلاحظ أن المصروفات غير الضرورية أو الترفيهية هي التي تحرق ميزانيتك وربما تمثل ما نسبته 30-40 % من ميزانيتك..
6. حاول التخلص أو على الأقل الحد من المصاريف غير الضرورية.
7. الحد من ارتياد الأماكن المحفزة على الصرف كالمولات وأماكن التسوق العامة والسوبر ماركت إلا للضرورة. والاستغناء عنها بالحدائق العامة أو الرحلات البرية أو الشواطئ للمقيمين في المناطق الساحلية....إلخ
8. الحد بقدر الإمكان من الأكل في المطاعم أو تناول القهوة في المقاهي ومحلات الكافيه أو حضور الحفلات والأعراس غير الضرورية.
9. التخلص من الإسراف في ولائم الضيافة. فرضا الخالق مقدم على رضا المخلوق، والله سبحانه «لا يحب المسرفين».
10. التأكد من أن ما يوضع على طاولة الأكل من طعام وشراب يكون بقدر الحاجة الفعلية للضيوف أو لأهل المنزل.
11. العزم على ترشيد نفقات الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء ووقود السيارة والهاتف النقال بنسبة لا تقل عن 20-30 % شهرياً وهو أمر ممكن وتؤكده التجارب العالمية...إلخ
12. الحد من السفر خارجياً، على الأقل للصيف القادم وستجد أنك قد وفرت الشيء الكثير.
13. لا تشتري أشياء فقط لترضي بها الآخرين أو تجذب انتباههم. فذاك أمر مؤقت ولا يضيف لك أو لأسرتك أي قيمة. يقول ويل روجرز: «الكثير من الناس ينفقون أموالاً طائلة، ليشتروا أشياء لا يحتاجونها، ليجذبوا انتباه أشخاص لا يحبونهم».
14. عندما تعتزم شراء أشياء كمالية ثمينة قم بتأجيل الشراء لوقت لاحق، أسبوع أو شهر. ستكتشف أن ذلك الشيء غير ضروري وربما تتراجع عن شرائه كلياً.
15. تخلص تماماً من سباق ومنافسة الهدايا الأكثر قيمة. واكتفِ بالهدايا الرمزية وستجد أن ذلك لم يغير في علاقاتك الاجتماعية أي شيء.
16. عندما تضطر لشراء مستلزمات الأسرة من غذاء وغيره حاول أن تشتري أدنى كمية، تلافياً للإسراف أو خسارتها بسبب انتهاء الصلاحية.
17. حاول أن تستفيد من الخدمات التي تقدمها الحكومة بدون مقابل كالعلاج والتعليم وغيره.
18. البعد عن التكلف فقديماً قالوا: (التدبير نصف المعيشة).. الاكتفاء بالضرورات والاستغناء عما دون ذلك.
19. العزم على عدم شراء أو حيازة أية مستلزمات نسائية مرتفعة القيمة لا لسبب سوى علامتها التجارية.. على الأقل للعام 2017م. واستثمار المبلغ المزمع إنفاقه في أدوات استثمارية من شأنها زيادة الدخل. يقول وزير التجارة الفرنسي: (الماركات هي أكبر كذبة تسويقية صنعها الأذكياء لسرقة الأثرياء فصدقها الفقراء). انتهى كلامه.
20. الاستفادة من قدرات ومهارات أفراد الأسرة وأوقات فراغهم في توفير بعض الخدمات المختلفة كإصلاحات السباكة والكهرباء…..إلخ.
21. زيادة دخل الأسرة من خلال استثمار قدرات بعض أفرادها في أعمال تدر دخلاً إضافيا كمساعدة أبناء الأقارب والجيران في تدريسهم، أو الاستفادة من قدرات ومواهب أحد أفراد الأسرة في تغليف الهدايا وعمل الماكياج، أو إعداد بعض الوجبات الخفيفة وتسويقها في المدارس وللأقارب.
22. ضع هدفاً للتوفير لا يقل عن 10 % من دخلك. واحرص على استثماره مهما قل.
والله الهادي إلى سواء السبيل،،،،