أحمد محمد الطويان
يحسب لمؤسسة مسك نجاحها في تنظيم ملتقيات مهمة وفعاليات عالمية، لعل أهمهما منتدى مسك العالمي الذي يختتم أعماله اليوم، وسعدت بالوجود به والاستفادة من فعاليات اليوم الأول المليء بالمعلومات والأفكار الخلّاقة.. يلفت نظرك قدرات الشباب السعوديين على صناعة إنجازات مهمة، واختلاطهم مع آخرين صنعوا للاقتصاد العالمي وللثقافة والإعلام والفنون أيقونات مضيئة.
المواطن العالمي يعيش على هذا الكوكب ويشعر بكل ما يعانيه الإنسان سواء في السويد أو في أستراليا أو الصين أو القرن الإفريقي، تعنيه المشكلات البيئية والاحتباس الحراري، ويؤلمه الإرهاب ويتصدى له، ويشعر بأن أبسط دور له كإنسان مناصرة أخيه الإنسان والاهتمام بمستقبل الكوكب الذي يعيش عليه، دون تفريق بين الدول والايدلوجيات والأجناس والألوان.. السعودي بدأ يهتم بعالمية المواطَنة من حيث يعلم أو لا يعلم، ويعنيه التطور التقني الهائل الذي قرّب العقول ودمج الهموم بين سكان القارات.
منتدى مسك العالمي عبر عن عالميتنا، وعن رؤية شباب هذا البلد للمستقبل، وللآخر المختلف دينيًا وثقافيًا وربما سياسيًا، قال الشباب السعودي أنه جزء مهم في هذا العالم يؤثر ويتأثر، وهو من الأكثر حضورًا على شبكات التواصل الاجتماعي، ويحرك النقاشات حول كل قضايا هذا العالم، وتجده غارقًا بكل المستجدات ويحللها ويبدي رأيه حيالها.. مواطن يعيش العالمية بتفاصيلها حتى أولئك الذين لا يتحدثون سوى اللغة الأم ومن لم ينالون قسطًا كافيًا من التعليم العالي.
عالمية هذا المجتمع ومواطنيه ليست فقط الإطار النظري بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، هو عمل وممارسات وتشريعات أيضًا، وعندما تتبنى مؤسسة وطنية المعايير العالمية، وتجعل الرياض مقصدًا لأهم الشخصيات المؤثرة، التي جاءت من 65 دولة في هذا العالم، فإننا بكل تأكيد سننتقل من حال إلى حال، وسيتغير مفهوم العالمية ويصبح محسوسًا وملموسًا، وفي إطاره البنّاء وليس مفاهيم مختلفة ومتفاوتة بين كل مجموعة من الشباب وعلى حسب توجهاتها واهتماماتها.
في منتدى مسك رأيت العالم في وجوه السعوديين وفي كلماتهم وفي مشروعاتهم.. رأيت حلمًا قديمًا تحقق وبنجاح كبير. كنت اسأل نفسي دائمًا لماذا يتفوق غيرنا في المؤتمرات والملتقيات، ويفتحون بلادهم لكل المميزين في كل المجالات، على الرغم من وجود تجارب سعودية ملهمة ومشرفة غير موجودة على مستوى المنطقة، ولكن بحمدالله تحقق الشيء الذي أتوقع بأن تأثيره على صورة بلادنا سيكون إيجابيًا للغاية.
أضعنا الكثير من الوقت ونحن ننظم ملتقيات ومؤتمرات يتحدث فيها السعوديون عن أنفسهم ولأنفسهم، وإذا أردنا الاستفادة من غيرنا بحثنا عن العرب، ولا انتقاص لهم ولا إقلال من شأنهم ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، وهم لا يختلفون عنا أن لم نكن أكثر أسبقية وتفوق.. لنفتح أبوابنا للعقول المضيئة والتجارب الثرية وللعلماء المبتكرين، ولنخاطب العالم بلغته التي يجيدها شبابنا، وقادرون على عكس صورة متميزة تليق بنا.
شكرًا للإخوة في مسك على التنظيم الرائع.. والعالمية حقيقة نعيشها بمبادراتهم.