د. صالح بكر الطيار
لا تزال الحرب على داعش قائمة في العراق والشام وفي كل مكان وفي الموصل ألحقت الحرب خسائر متعددة بالتنظيم الأخطر في السنوات الأخيرة، ولكن السؤال الأهم: من يدعم هذا التنظيم وهل الحرب القتالية والمواجهات كافية للقضاء عليه؟..
ومن وجهة نظري إن المسالة لا تكفي لأن تنظيم مثل هذا ينتعش بالمال والمؤونة القتالية والتخطيط المؤسساتي لتنفيذ أجنداته.. ولو شاهدنا سجلات الضبط التي وثقت على خلايا هذا التنظيم لوجدنا إن المال «المحرك الأول» لتنفيذ الأهداف ويأتي بعده الفكر والدهاء والتخفي. إذن نحن بحاجة ماسة إلى بتر أطراف داعش وإلى وأد المخططات التي يحيكها في الظلام ويجب أن تقوم الاستخبارات العالمية بفرض عملها الدؤوب عبر شبكة معلوماتية قوية ومن خلال تعاون أمني عالي المستوى فالتنظيم تزعزع كثيرا من خلال عمليات الضبط الاستباقية التي كشفت عن عشرات الخطط والخلايا التي كانت تنوي تنفيذ مخططاتها، ثم من المهم جدا أن تدرس هذه المخططات جيدا من قبل خبراء أمنيين يجيدون فك رموز مستقبل هذا التنظيم من خلال دراسة مستفيضة لفكر التنظيم المستقبلي فهم ينوعون الخطط رغم أن هدفهم الأول والأخير القتل والدمار ترويع الآمنين.
العالم كله أمام عدو لدود وجيش من الخونة وفرق سرية من خفافيش الظلام مستعدة للقتل والتفجير والعمليات الانتحارية في أي مكان وزمان. إن وجود منظومة دولية مثل الانتربول وغيرها وأيضا اتفاقيات تعاون أمنية كبيرة بين الدول تشكل خط دفاع دولياً طبعا مع كل الجبهات الأمنية الداخلية لكل دولة.
الحاجة ماسة إلى عقد مؤتمرات دولية تناقش خطورة وإستراتيجية التنظيم وإقامة لقاءات دولية بين قياديين أمنيين على مستوى عال لتبادل خبرات متواصلة في مجال القضاء على التنظيم وهنا لا بد من الإشارة إلى تميز الأمن السعودي كأنموذج محترف في مواجهة التنظيم والقضاء على عدد من خلاياه وإجهاض العديد من مخططاته.
يتربص داعش الدوائر لإلحاق الأذى بالأمنيين لذا يجب أن تحكم الرقابة على السجلات والهوايا في المطارات الدولية وان تعمم قوائم المشتبه بهم والمطلوبين في كل الأماكن، وان يكون هنالك ارتباط معلوماتي دولي عن هذه الشبكة التي تنتشر في كل الأماكن وتجيد الاختباء ومن المهم أن يتم التسريع بالإعداد لمؤتمرات لوضع خطط كفيلة تواجه هذا العدو، فحرب المواجهة مع داعش المعلن غير كافية لأن هنالك خلايا نائمة تنتظر الخروج، وأيضا لا ننسى أن تتم مراقبة الحسابات المالية التي تدعم داعش ومتابعة التحويلات البنكية التي تحول للتنظيم ومصادرها ومصادر الإمداد بالدعم اللوجستي والإمداد بالذخيرة، وأيضا متابعة الدعم التقني من خلال مراقبة وضبط وتتبع الحسابات المشبوهة في مواقع التواصل الاجتماعي والقبض على المؤسسين لها، ومن يدعم هذا الفكر من خلال نشر أفكاره المظلمة والتنسيق لإشاعة ما يذيعه من فوضى بين البشر.
العالم على جبهة واحدة والأمة الإسلامية تقف على ثغرة لمواجهة هذا العدو المبين الذي يتبرأ منه الإسلام ولا بد من تعاون دولي ومنظومة عمل أمنية عالية المستوى لقص أجنحة هذا التنظيم في كل مواقعه وكشف خططه والقضاء عليه.