يصطادُ غيبٌ ما
ذبولَ مهيَّأٍ للموتِ
حيث الطينُ يمثُلُ حَوْلَهُ
يصطادُهُ
مثل العصافيرِ العصيَّةِ
حين يربكها فناءٌ أَبْلَهُ
فإذا تسوَّلتِ المشانقُ
قبرَه المصلوبَ
عاد يُعيذُ عشباً مَلَّهُ
وإذا تَقَطَّرَ في ملامحِهِ
شقاءُ الماءِ
جاء الماءُ ينكرُ شكلَهُ
متوجِّسانِ
الجوعُ والظمأُ المواري
في مثولهما فَنَارٌ مُولَهُ
وعلى الصِّراطِ اللا يَكُونُ
يُفِيقُ آخَرُ
لم يزلْ عطشٌ به يتألَّهُ
الماثلون
هناك في قلق الشوارعِ
يَفْطِمون فتىً يمارسُ جهلَهُ
والمتعبون
توزَّعوا نقش السلالمِ
علَّ نقشاً سوف يَعْدِلُ مَيْلَهُ
وأنا وأنتَ
ندرِّبُ الشرفاتِ
صلصالَ القنوتِ إذا تقرَّأَ ظلَّهُ
مُذ أطفأتْ غرفُ المثولِ
شحوبها العبثيَّ
لم يعبدْ ظلامٌ ليلَهُ
عدماً
ستحترفُ الجداولُ عمرها
في الطينِ،
إنَّ الطين يشبه وَحْلَهُ
يا خيبةً
عَلِقَتْ بِحَبَّاتِ الترابِ
هنا ترابٌ ظَلَّ يأكلُ حَقْلَهُ
يا بعض منْ هبطوا
هنالكَ
في سفوح الآدميَّةِ
طفل ذنبي مَنْ لَهُ؟!
يا كل منْ صعدوا
سنغفرُ كفْرَنا
فذنوبنا لمَّا تزلْ تَتوَلَّهُ
- حسن عبده صميلي