يوسف بن محمد العتيق
تختلف مع أحد في الرأي فترد كلامه، لا لأن حديثه غلط، والسبب في رد كلامه لأنك غير محب لهذا الذي تختلف معه!!
يكتب أحدهم مقالاً أو يؤلّف كتاباً أو يتحدث في موضوع ماء، فترد مضمون الكتاب أو الحديث دون التفكير في مضمونه، بل إن صاحب الموضوع لا تربطك به صلة!!
تعجبك فكرة طرحها أحدهم، فتنقلها دون نسبة الفكرة إلى صاحبها لأنك لا تريد نسبة الفكرة المميزة لصاحبها حتى لا يذكره ويشكره المجتمع.
تعرف أن الباحث الفلاني هو الباحث البارز في موضوع ما ولا تعترف له بذلك، بل تعترف لآخر أقل منه لأنك لا تريد هذا الشخص وتفضّل عليه شخصاً آخر، مع أن الذي تم تفضيله هو الأقل معلومات!!
لأن فلاناً أشهر منك أو أعلم منك تقوم بنقده في المجالس تصريحاً أو تلميحاً لا لأنه مخطئ، بل لأنه أميز منك.
هل يأتي في بعض الأحيان أن تتفق مع أحدهم في موضوع لكن لأنك لا (تهضمه) تحاول أن تختلف معه لتحرجه أمام الآخرين؟
ترد الفكرة لأنها من فلان الذي لا تحبه أو لا تربطك به صلة، وتقبل الفكرة نفسها لأنه من علاّن الذي تعرفه أو بينكما تبادل مصالح.
هذه أسئلة، أو قل محاسبة للنفس أو قل معالم تعرف من خلالها هل أنت في الطريق الصحيح أم تقف في الخانة الغلط.
أنت بحاجة أن تراجع نفسك بنفسك لتعرف هل أنت باحث تبحث عن الحقيقة أم أن الهوى يسكنك.
تذكر ذلك دائماً وراجع نفسك... هل أنت موضوعي باحث عن الحق والحقيقة أم لا؟