سلطان المهوس
أحد الزملاء يسألني: من تتمنى أن يفوز بانتخابات اتحاد الكرة؟
أجبته: أنا لا أهتم بالأسماء أبدًا، فقط أريد أساسًا نظاميًّا يضع كل مسؤول أمام صلاحياته ومسارات عمله، بدءًا بالجمعية العمومية، حتى اتحاد الكرة!
قناعتي أن ميدان الكرة وشؤونها يتكون من عنصرين، هما:
- العاطفيون.
- الجادون.
عند استعراض القضايا الكروية ستجدها خليطًا بينهما، والتحدي سيكون مثيرًا لمن سيتصدر المشهد؛ وبالتالي يقوده..!!
اختفى الجادون بشكل مخيف عن المشهد حتى أنني سألت أحد أهم رؤساء اللجان الناجحة بالاتحاد الحالي: لِمَ قدمت اسمك مترشحًا عضوًا بالاتحاد القادم بهذا الهدوء ودون إعلان!!؟
أجاب: «لا أريد وجع الراس»..!!
العاطفيون هم - الغالبية وليس الكل - الجماهير التي تنظر للقضايا من زوايا شعار فريقها، أو تدخل «فزعة» لتتكتل كرأي عام ضد رأي أو قضية تهم المنافسين فقط من أجل تخريب الأجواء..!!
وبالطبع (بعض الإعلاميين) يستغلون ذلك بشكل ذكي؛ لذلك يسيرون مع «ما يطلبه الجمهور»..!
القضايا الكروية توضح لك زوايا مظلمة صامتة، تتحرك بهدوء، وهي أعلى بكثير من طموحات أية مطالبات معلنة..!!
كما أنها تكشف عورة (بعض الإعلام) واحترافيته وأمانته، بل جهله المركب؛ فناقد حصري بأحد البرامج يقول: إن لم يفُزْ أحد المرشحين لرئاسة اتحاد الكرة فسيتم تزكية أحدهم..!!
ليست هنا المهزلة، بل برد مقدم البرنامج الذي تمنى للجميع التوفيق، ولم يرد على معلومة مضللة فاضحة، لا يقولها حتى الجهلة..!!
كل ما تشاهدونه في الانتخابات هو صراع حقيقي، يتم بأدوات متقنة ومخطط لها، وبأدوات تجهل دورها؛ والسبب الأول والأخير هو اعتماد أساس هش ضعيف مخادع، تم تفصيله منذ زمن على مقاس «السلطة»، وبإقصاء متعمد للكيانات الكاملة كرويًّا، وإدخال تفريعات غير قانونية لاستخدامها «فزعة» أثناء التصويت، كإعطاء اللجنة الأولمبية خمسة مقاعد بالجمعية العمومية، وهو ما يتعارض مع أبسط قواعد النظام.. ولا ألوم أحدًا الآن؛ لأن مَن وضع تلك اللوائح غادرونا دون أن يتذوقوا طعمها اللذيذ المفصل بمقاساتهم، والكرة الآن بملعب أعضاء وتكتلات الأندية لتصحيح كل الممارسات الخاطئة؛ لذلك لا تلوموا أي مسؤول أو مرشح!!
نحتاج إلى نوايا مخلصة، تعمل من أجل الوطن ومستقبل كرة الوطن.. وكون الأساس ضعيفًا مخجلاً فلا يعني الفرجة عليه..!!
متفائل بأن قياديًّا مثل الأمير عبد الله بن مساعد والمخلصين بالاتحاد القادم وبالجمعية العمومية سيؤسسون منهجًا عادلاً لكل الأجيال، وأمامهم مسؤولية تاريخية لصناعة ذلك.
قبل الطبع:
كل الدعوات لمنتخب الوطن بالتوفيق وتحقيق الانتصارات.