جاسر عبدالعزيز الجاسر
ما كان يتخوف منه الكثيرون أصبح واقعاً مأساوياً في محافظة نينوى العراقية، قبل بدء معارك تخليص المحافظة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، طالب أهالي المحافظة، والعديد من الحقوقيين والمهتمين بالشأن العراقي منع المليشيات الطائفية التي انضوت تحت تنظيم عسكري إرهابي مليشياوي حمل اسم «الحشد الشعبي» وهو في الحقيقة حشد طائفي لمكون مذهبي يقوده ضباط من قوة القدس الإيرانية الإرهابية.
الجميع ناشد الحكومة العراقية بعدم مشاركة مليشيات الحشد الطائفي، إلا أن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي والذي أسبغ على مليشيات الحشد الطائفي الصفة العسكرية الرسمية باعتبارها جزءاً من قوات ما يسمى بمكافحة الإرهاب صم آذانه وسمح بمشاركة المليشيات الطائفية ومنحها الموافقة على ممارسة الإرهاب ضد أبناء المكون العربي المسلم من أهل السنة.
مليشيات الحشد الطائفي المزود بأسلحة وآليات ودبابات ومدرعات دخلت معركة تخليص نينوى لتستبدل إرهاب داعش بإرهاب طائفي بغيض ينم عن حقد طائفي دفين، تمثّل في ارتكاب أبشع الممارسات ضد العرب السنة من أهل الموصل, وقد نفذت عناصر الحشد الطائفي الكثير من عمليات الانتقام الطائفي وبعضهم يرتدي ملابس الشرطة الاتحادية العراقية، والبعض تجاوز كل المحاذير، ومارس عمليات الانتقام بوقاحة وهم يرتدون أزياء المليشيات الإرهابية، فقد أظهرت «الفديوهات» عناصر مليشيا ما يسمى بعصائب الحق وهم ينفذون عملية إعدام بشعة وقاسية بحق أحد شبان الموصل، وأظهرت الصور شاباً في سن المراهقة ولم يتجاوز الخامسة عشرة كان يهم بالخروج من أحد أحياء الموصل ضمن مجموعة من النازحين، قبض عليه من أحد مجاميع المليشيا الطائفية، ثم أقدمت تلك العناصر على تهشيم جمجمة ذلك الفتى وتكسير عظامه من خلال سحله وأخيراً رميه تحت مجزرة دبابة عراقية تابعة لأحد تشكيلات القوات العسكرية العراقية لسحقه كل ذلك تم وتحت أبصار ومتابعة أفراد قوات مكافحة الإرهاب الذين اكتفوا بمتابعة الجريمة دون أن يعترض أحد ويوقف إرهاب الحشد الطائفي، وقد تم توثيق الحادثة وتم نشر «الفيديو» الذي وثقها، والهدف هو إشاعة وزيادة مساحة ترهيب العرب السنة حتى يتركوا الموصل ومدن نينوى وتفريغها حتى يتم استيطانها من قبل عملاء ملالي إيران والذين سيجلبون من جنوب العراق وحتى إيران.
الحادثة ومن خلال «الفيديو» انتشرت في جميع أرجاء العراق وعدد من الدول العربية ولابد أنها وصلت إلى «مقام» القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي والذي «قد» يستيقظ من سباته لوقف إرهاب المليشيات الطائفية التي منحها الصفة الرسمية إلا إذا كان مطلوب منه تشجيع الإرهاب وقتل العرب السنة.