صيغة الشمري
وزارة التعليم الموقرة ما زالت صامتة دون حراك على ما حدث ويحدث من حوادث الحريق في مدارس البنات. ما زالت تحابي الفهم الخاطئ لدرء المفاسد الذي تسبب بتعطيل إنقاذ العشرات من الفتيات حتى قضين نحبهن بسبب سطوة تقديم سوء الظن، حتى وصل الأمر لإحراجنا مع منظمة مراقبة حقوق الإنسان الدولية من جراء اجتهاد البعض في درء مفاسد سفور الطالبات في المدرسة التي تحترق؛ ما تسبب في سقوط عشرات الضحايا منهن. تأتي وزارة التعليم مرة أخرى لتصدر بيانًا، تحذر فيه من منع الفرق الإسعافية من مباشرة الحوادث، وبالذات في مدارس البنات، وحددت في البيان الذي أصدرته قبل أيام الجهات الإسعافية بالدفاع المدني والهلال الأحمر ومشغلي وزارة الصحة. وسيفتح هذا البيان فرصة لعاشقي درء المفاسد بالتبرع بمنع المواطنين المتبرعين بالإنقاذ أثناء حرائق مدارس البنات بحجة أنهم ليسوا تابعين لتلك الفرق الإسعافية، مثلما حصل في أغلب حرائق مدارس البنات في مرات سابقة، وكان التدخل لتقنين دخول الرجال للإنقاذ قد تسبب في زيادة أعداد الوفيات بين الطالبات بشكل مخجل، وصل لدرجة تعرضنا لانتقاد دولي. لو أن وزارة التعليم اهتمت بتدريب مدارس البنات على الإخلاء أثناء الحريق، ودربت بعض المدرسات والطالبات، ومنحتهن دورات متخصصة في مكافحة الحرائق، لكان أفضل من بيان غير مدروس. لو أن الوقت الذي أخذه إعداد هذا الخطاب تم استغلاله في وضع خطط إخلاء المدارس عند الحريق لاستفدنا الكثير، أقلها كسر حاجز الخوف عند بناتنا الطالبات. لم تقم أي مدرسة، سواء للبنات أو الشباب، بالقيام بعملية إخلاء المدرسة في حريق وهمي. ليس للمدرسة سوى باب واحد، ولا يوجد مخرج للطوارئ؛ ما جعل أكثر وفيات الحرائق التي طالت مدارس البنات بسبب التدافع للخروج من باب واحد، لا يوجد غيره. هناك أكثر من 3600 سيدة سعودية يحملن شهادة وخبرة في مجال إطفاء الحرائق، ولم يتم الاستعانة بهن ولو في إلقاء محاضرات للطالبات حول كيف يتصرفن بدون ذعر عند نشوب حريق لا سمح الله. ملف حرائق مدارس البنات في بلادنا تم التعامل معه بلا اهتمام يستحقه من قِبل وزارة التعليم، وكأن تكرار الحوادث والوفيات أمر لا يخصهم. ولو قام وزير التعليم بدخول (قوقل)، ووضع جملة (حرائق مدارس البنات)، لما استطاع أن يشعر بالراحة قبل القضاء على هذه المشكلة من جذورها؛ حتى لا تتكرر، وربما نفيق ذات صباح ونجد أننا أمام مشكلة مماثلة أكبر من قدرتنا علىقبول تبريرات وزارة التعليم المستمرة!