لبنى الخميس
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لم يسرق أضواء الإعلام ويشغل غرف الأخبار ومكاتب المؤسسات الإعلامية حدث أو شخص كما فعل دونالد ترامب.. فكيف فعلها؟ إن كان فرانكلين روزفلت استخدم الراديو للوصول إلى كرسي الرئاسة، وساهم ظهور التلفزيون بفوز الشاب جي. إف كينيدي، فشخصية ترامب الإعلامية وحيله النفسية حسمت فوزه، وتحديداً عبر استراتيجيات أشارككم إياها عبر هذا المقال:
1 - Bad News, is Good News!
لا يهم ماذا يُقال عني.. المهم أن يقولوا شيئاً.. لا يهم أنّ أخباري جيدة أم سيئة .. المهم أن أكون ضمن الأخبار بل وعلى رأسها.. هذي إحدى أهم استراتيجيات ترامب. منذ إعلانه ترشحه للرئاسة في 16يونيو 2015 غطت أكبر شبكة إخبارية في أميركا سي ان ان وحدها أخباره من خلال 2159 صحفياً، عدا باقي القنوات والصحف حول العالم. فضائحه وتصريحاته شكلت له دعاية مجانية قدرِّت قيمتها السوقية بـ2 مليار دولار.. فإذاعة أغنية سيئة على الراديو مراراً وتكراراً ستجعلك تحفظها وربما تطرب لسماعها لاحقاً.
2 - التشكيك في نزاهة الإعلام
لم يدخر دونالد جهداً بأن يحارب الصحفيين في كل مؤتمر صحفي، ولم يقصر في التشكيك في نواياهم وتواطئهم مع السياسيين الفاسدين في واشنطن، حتى جعل الناس تصدق بأنّ الإعلام الذي يحاربه ويتآمر عليه ليس أقل فساداً من السياسيين، فبدأت الناس تفقد احترامها وثقتها بالسلطة الرابعة بل ويتبنّون شعوراً بالتعاطف معه. ترامب الذي كوّن مناعة ضد الإعلام الرخيص، وتحديداً حينما تدرب على تجاهل صحف التابلويد في نيويورك حينما حاربته كرجل أعمال وشخصية تلفزيونية.
3 - اخلق أعداءً وهميين.. لتصنع حلفاء حقيقيين
طيلة فترة الانتخابات.. ركز ترامب على ثلاثة أعداء له بشكل غير مباشر وزرع الخوف تجاههم.. المسلمون والمهاجرون المكسيكيون والمؤسسة السياسية في أمريكا، وتعامل معهم كأخطار حقيقية تهدد الأمن القومي الأمريكي، وهذي حيلة سياسية قديمة استخدمها غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر، إذ يصنّف الخوف من أكثر المشاعر تسلطاً وسيطرة على الذات، إذ ينتفي في حضرته المنطق وملكة التحليل النقدي، فيصبح العقل أداة جامدة يسهل استغفالها والتحكم بها.
4 - قدِّم نفسك كفائز.. حتى تنتصر فعلاً
لا أحد يجيد مدح نفسه والتغزل بمهاراته كدونالد ترامب.. إذ قدم نفسه طيلة أشواط السباق الرئاسي كقائد لا يقبل إلاّ بخيار النجاح والمجد، من خلال ترديده مراراً وتكراراً قائمة إنجازاته التي شملت صناعة أرصدة مليارية، وتأليف كتب تصدّرت قوائم البيع، وإطلاق أكثر من 300 علامة تجارية تحمل اسمه الأخير، ترامب.
5 - إظهار قوّتك عبر لغة الجسد وتعابير الوجه
الذي يقرأ لغة جسد ترامب وتعابير وجهه بدقة، يجد بأنه ماهر في إظهار ثقة عالية ممزوجة بشعور بالتفوق والتسلُّط على من أمامه في حلبة المناظرة، إذ يظهر ذلك جلياً حينما يرسم تعابير على وجهه تعكس اشمئزازاً ورفضاً لمن يخالف آراءه ويفنِّد حججه. بالإضافة إلى وضع خصمه دائماً في موضع المتلقي الجاهز دائماً في الدفاع عن نفسه، ما قد يفقده الفرصة للعب في ملعبه الخاص.